Dreams


الاحلام 🌛


"الأحلام" هي سِلسلة من التّخيُّلات تَحدُث لِلكائنات الحية أثناء النوم , والتي تُعتَبر عالَم ثري وملئ بِالمشاهد والاحداث الغامِضة في بعض الأحيان فَتتّسِم بِعدم المنطقيّة أو العَشوَائية في سِياقِها . و مُنذ الازل حَاول الانسان تَفسير وفِهم الاحلام وإيجاد معانٍ لها , فَظهَرَت لنا العديد مِن المؤلفات كَمؤلّفات ابن سيرين و ابن خلدون , و وُجِدت الكثير من المعتَقدات لِتفسيرها إمّا بِنذير شُؤم أو خير عِند العديد مِن الثقافات والحضارات . فَالاهتمام بِعالم الاحلام بَدَأ مُنذ القِدم عند السُومريين والبَابليين , فَكانوا يَهتمون بِلغة الاحلام كثيراً ويؤمنون بِأهمّيتها واعتَبَروها طُرق الالهه في إرسال رسائِلِهم لِلبشر , لِذلك وكلّوا الكَهنه بِتفسِيرها ونقلِها خوفاً من الآلِهه ولِتجنب غضَبِهم و لِفهم مُرادهم , كَما كانت لهُم طُقوس خاصة لِتحضير الاحلام أو لِجلبها مثل الرقص و النوم في المعابد !. أيضاً كانوا يَعتقدون أن الاحلام السيئه والمخيفة تَحدُث نَتيجة اتصال أرواح شِريرة بِالإنسان , وغالباً هذه الأرواح تَكون لِأشخاص موتى على عِلاقة بِالشخص نَفسه . وبِشكل عام اعتَبروا الاحلام نَبُوءات لِلمُستقبل , كَما آمنَوا بِوجُود آلهة جَالِبة لِلأحلام أو مُفسّره لها ك(جشتينانا) التي كانت الِهة سُومريه لِلشعر و الغناء و تفسير الاحلام و الإله (زاكار) الذي كان اله الخطِيئه وجالب لِلاحلام عند البابليين .

- الاحلام عِند الاغريق كانت مِثل حضارات بِلاد الرافدين , فَاعتبروها رسائِل مِن الالهة أو نَبُوءات عن المُستقبل . فآمَنوا بِإله الاحلام (مورفيوس) الذّي يعني اسمه في اليُونانية "تشكُّل او شكل" لأنه هو من يُشكل و يُغيّر الاحلام . كان يُوصل رسائِل الالهه لِلبشر على هيئة حُلم أو يُنبّئهُم بِالمستقَبل أو يَروي القِصص لِلنائمين . أيضاً كانت لهُ القُدرة على تغيير شَكله وخلق كائنات في الاحلام . و مِن أشهَر الاساطير الاغرِيقيه في التّنبؤ بِالمُستقبل بِالاحلام هي قِصة حِصان طروادة , عِندما حلِمت كساندرا ابنة الملك بِهلاك طروادة لكن لم يُصدقها أَحَد حتى أتى اليوم الذي هلِكت فيه المدينة .

- عِند الفراعنة الاحلام هي نَبُوءات لِلمُستقبل لِذلك اهتموا بِشدة بِتفسِيرها خُصوصاً أحلام الملوك وذلك لأنها كانت تَعنِي أبعَاداً سِياسِيّة , كَاعتلاء عرش الحُكم أو ازدِهار المَملكة أو هلاكها !. ورُبما تَكون مِن أشهر القِصص في تفسير الاحلام هي قِصة يوسف عليه السلام , عِندما حَلم ملك مصر بِسبع بَقراتٍ سِمان تُؤكل مِن قِبل سَبِعٍ عِجاف . وبِسبب تفسير النبي يوسف لِلحُلم تجنّبت المملكة سبع سنين من الهلاك في المَحاصيل والفَقر والجُوع .

- آمن العرب بِتفسير الاحلام وبِوجود معانٍ لها , وَوحده من أُعطي الهِبة مِن الله هو القادِر على تفسيرها. ولَم يَختلفِوا عن غَيرهم من الحضارات التي آمنت بِحمِل الاحلام لِنبوءات أو إحتِوائها على نَذير شؤم أو خير . كما ارتَبَط تفسير الاحلام عند العرب بالاسلام والقُرآن عامةً , فًألّفوا العديد مِن الكُتب لِتفسير بعض الدّلالات ومَعَانيها . فهُناك عَلامات في الاحلام يُمكن فِهمِها كَدلالة لِحدوث أمرٍ سيء أو وجود أعدَاء مِثل الحَيوانات أو الحَشرات السوداء , والعكس كَوجود رِداء ابيض الذي يَدل على خيرٍ قادم . وبِشكل عام قسّم العرب الاحلام الى قِسمَين : الحُلم الذي هو من الشيطان و الرُّؤيا التي هي بِشارة من الله . أيضاً أحد المُعتقدات هي أنه في حال تفسير الحُلم فَإنه سيقع ويحدُث لامَحاله . كما آمنوا بِصدق الرُّؤيا التي يَتَجلى فيها الانبياء و الملائكة و التي غالباً تكون إمّا انذار و تحذير أو بِشارة.

- عِند الهنود الحُمر الاحلام هي عالَم كامل حقيقي كَعالمِنا الواقعِي لكن لِلروح !. بالنسبةِ لهم الاحلام هي مَكان حيث يُمكن لِلمرء أن يختَبِر ويُجرّب مَاهيّة روحانيّة الكون , و يُمكنه فِهم دَلالاته ومدى ارتباط كُل شيء بِالأخر ويتحدّث لِجميع الكائنَات فيه الحية والميّته ويُسافر الى جميع عوالِمه . و لأن لِلروح القُدرة على السفر والتّنقل في عالم الاحلام فَإن ما تَقوم بهِ هُناك له عواقِب تُؤثر على العالم الحقيقي . لِذلك اعتَبَروا أن المُغامرات الّتي تَحدُث في الاحلام مُهمه ولَها تَأثير على واقِع المَرء وعلى شخصيّته أيضاً . كما أن ّالأحلام هي المكان الوحيد الذي يُمكن لِلروح فيه مُقابلة قَائدها الرّوحي الذي يأتي بِنفس معنى ال(FAIRY GODMOTHER) حيث يأخذ منه النصائح والإرشاد والمُساعدة .
- صائدة الاحلام : أوجد الهنود الحُمر مايُسمى بِصائِدة الاحلام لِلحماية من الاحلام المُخيفة والسيئة وطردها بعيداً , حيث تَعلَق الاحلام المُخيفة والسلبية داخل الشباك بينما يَنسَاب الاجابي منها الى الخيوط المُتدلّية ثُم الى الرّيش لِيصل الى عقل النائم . أما الاسطورة فَتَحكي عن امرأة كبيرة في السّن كان يَعيش بِقُرب سريرها عنكبوت صغير ولَم تُفكر يوماً بأذيته . في أحد الايام لاحظ حَفِيدها وجود العنكبوت فقرّر قَتله لكن الجدّة أَمَرته بِألا يَفعَل ويَترُك العنكبوت في شأنِه , فَفعل . بعد ذهاب الحفيد تحدّث العنكبوت وشَكَرها , وتَعبيراً عن امتنانه اخبَرها بِأنه سَيصنَع لها شَبَكه بَينَها وبين القمر لِتُبعد عنها كُل الاحلام والافكار السيئة .


By \ Galiah

تعليقات