Myth of creation




أسطورة الخلق 





كيف بَدأت الحياة على هذا الكوكب ؟ من اين أتَت كُل هذه الحياة في هذا الكون ؟ كيف وُجِدت الالهة ؟ وكيف وُجِدت البشرية؟ هل هم اول الكائنات في هذا الكون؟ عِدّة تساؤلات خَطَرت في بال الانسان مُنذ فجر التاريخ فبَدأ البحث عن اِجاباتها في الأديان و التاريخ والعِلم املاً في إيجاد ما يُقنعه . الحضارات القديمة كانت لها إجاباتها الخاصة حول هذه التساؤلات وعدة نظريات منوعة و مُختَلفه , هذهِ التدوينة تستعرِض ما اجَابت بِه بعض الاساطير عن هذه الأسئلة .

- في اقدم الحضارات البشرية البابلية نَشْأة هذا الكون كانت من الماء العائِم في الفراغ الكوني حيث كانت تسكُنه ثلاث من الالهة في سكون تام حتى بُعثَت فيها الحياة فبَدأت بِالإنجَاب والتكاثر فانْتهى بذلك الهدوء الذي عمّ الكون وبدأ عالم جديد من الصخب . هذا الامر الذي اغضَب الالهة الأولى "ابسو" وجعله يُفكّر بِطريقة لِلتّخلص من الالهة الجديدة .

علِمَت الالهة الجديدة بما يَسعى له "ابسو" فقَامت بتوكِيل مُهمة إيقافه الى اله الحِكمة "انكي" الذي قام بِإلقاء تعاوِيذ سحريّة لِيجعلهُ يغُط في نوم عميق فَقَتله واستولى بَعدها على مكانته . بَدَأت بعد ذلك نشْأة الأرض , فكانت بعد ان ورث ابن انكي "ماردوخ" مكَانة ابيه و قرّرت الالهة الأولى "تيامات" الانتقام لِ ابسو فقَامت بِتَجهيز جيش من الشياطين يقُودهم الاله "كينغو" , فاستَعد الابن لِتلك الحرب التي انتهت بِمقْتَل تيامات وأُسِر قائد جيشها . فقامَ ماردوخ بِقسم جُثّتها الى نِصفين الأول كان السماء والثاني اصبح الأرض , و بعد ذلك خَلَق النجوم والقمر والغيوم , ومن المطر خُلِق نهرَي دجلة والفرات . اما البشرية فبِحسب الاساطير البابلية فقد خُلِقوا مِن الطين الممزوج بِدماء كينغو .

- امّا في الاساطِير النُوردية هذا الكون الشاسِع نَشأ بعد الْتقاء ثلج الشمال بِرياح النار في الجنوب التي تَحد الفراغ الكوني الواسع الذي يُدعى "غيونغاغاب" مما نتج عنه اول كائن في هذا العالم وهو العملاق الأول "يمير" التي كانت تغُط في نوم عميق فخُلِق من اقدامها وعَرَقها وجسدها نسلٌ من العمالقة , والى جانب خَلْق يمير خُلقت البقرة "أودهومبلا" والتي كانت تلعق الجليد لثلاث أيام حتى خُلق اول الالهة ويُعتبر من البشر ويُدعى "بوري" فتَزَوّج من احد العمالقة التي تُدعى "بيستلا" والذي انجَبوا بِذلك انصاف الِهَة وانصَاف عمَالقة . الأسطورة لاتقف عند هذا الحد فمن هنا تبدأ قصة نَشأة هذا الكوكب .

فَتحكي الأسطورة ان العملاق الأول يمير عاث في الكون فساداً بِجيش العمالقة مما جعل البشرية تكرههم فقام أبناء "بيستلا" الثلاث "اودين , فاي , فالي" باتخاذ القرار في قتله لِلتّخلص من شر العمالقة اجمع , وبِالفعل قاموا بِقتل يمير فسَالت دِماؤها وقتَلَت جمِيع العمالقة الّا العملاق "بركليمر" الذي يُعتبر حفيداً لِيمير وزوجته فَهربا الى عالم جوتنهيمر وهناك نشَأت سُلالة جديدة مِن العمالِقة .
بعد موت يمير اَلقوا بالجُثة في الفراغ الواسِع "غيونغاغاب" لِيربط بين عالم الثلج والنار . فبدَأ بِذلك خلق تِسع عَوالم من جسد يمير الذي تحول الى شجرة عظيمة , وخُلِقت منه الأنهار والأشجار والجبال والصحاري والبِحار . وسَكَن كل عالم نوع معين من الكائنات , فَسُمّيت هذه العوالم ب(اسكارد و فاناهيمر وسكنهما الالهه  وانصافهم - جوتنهيم الذي سكنه حفيد يمير بركلمير والعمالقة - الفهيم و سفارتالهيم ويسكنهما سلالات الجن وجن الظلام - مدجارد ويُعتبر عالم البشر - نيدافلير وهو عالم الاقزام - و أخيراً عالم موسبلهيم و نيفيلهيم وهما عالم النار الأول والثلج).

- وفي الأسطورة اليونانية هذا الكون كان فراغاً فوضوياً حتى بدأ بِتقسيم نفسه الى الأرض والسماء ومن الأرض خُلِقت "جايا" الهة الأرض التي قامت بِخلق معالم الأرض من جبال وسهول , انهار وبحار وكل ما تملكه الأرض . ومن السماء خُلق اورانوس فكان الهً لها، بعد ذلك تزَاوجا الاثنان وانجَبَا نسلاً من العمالقة و نسلاً من الكائنات المشهوهة تُدعى "كيكلوبس ذو الأعين الواحدة" .
خاف اورانوس من ابناءه فاعتَبرهم مسُوخ مُخيفة فقام بِحبسِهم في باطن الأرض , هذا الامر اغضَب جايا مِمّا جعلها تطلب من ابناءها ان يقتلوا والدهم لكنهم كانوا يخافون منه الا اصغرُهم ويُدعى "كرونوس" الذي وافق على ذلك لإنقاذ اخوته . وهذا ما حَدث لكن "كرونوس" بعد قتله لوالده قرر اخذ مكانه بين الالهة فكان مثله متوحشاً في افعاله .

في احد الأيام سمِع كرونوس نبوءة تقول انه سيُولد من نَسله من يَقتل ويفعل بِه كما فعل بِأبيه! ممّا جَعله يخاف كثيراً ويُصبح اكثر وحشيه , فكان يقتل ابناءه فور وِلادتهم ويلتَهِمُهم , لكن زوجته استطاعت ان تُهرّب احد ابناءها "زيوس" الى جزيرة معزولة وبعد ان كبر عاد ليَقتُل والده ويُحقق النبوءة بذلك , فكان اعظم واقوى اله عند اليونانيين قديماً و الذي قام بتأسِيس نظام لهذا العالم وقام بتقسيم مهامه مع اخوته وابناءه .
امّا عن خلق البشرية فالأسطورة اليونانية تقول ان زيوس بعد انتهاء حربه العظيمة ضِد والِده امر أخيه "بروميثيوس" ان يقوم بِقتل جميع الآلهة الذين ولِدوا في عصر والده وان يقوم بِخلق كائِنات جديده فكانت البشرية , وبعد ذلك بدأت احد اشهر الاساطير اليونانية اسطورة النار المُقدسة وكيف عرفتها البشرية .
هناك رواية أخرى للأسطورة اليونانية حيث تقول انه في اول الكون خُلِقت ثلاث الهه هم "جايا الهة الأرض - طرطوس اله الظلام - وايروس الهة الحب" حيث معاً قاموا بتأسيس هذا الكون ومن نسلِهم ظَهرت الالهة الجديدة وبدأت معهم الحرب العظيمة التي قادها زيوس ضد والده .

- أحد اشهر الاساطير الصينية تحكي عن نَشأة هذا الكون من بيضة كونيّة ! فتقول لنا الأسطورة ان اول الكائنات الكونية ويُدعى "بان كو" الذي كان يغُط في نوم عميق بداخل بيضة كونية يملأها الظلام الدامِس , وفي أحد الأيام استيقظ بان كو من سباته فَشعر بالاختناق من المكان الذي هو فيه فبدأ بمدّ يديه وقدميه بقوة حتى كُسِرت قشرة البيضة وقُسِمت الى جُزئَين , الأول كان السماء والثاني كان الأرض  و ضلّ بان كو مُمسكاً بكلا الجُزئين حتى لا يلتصِقا مُجدداً .
تقول الأسطورة ان "بان كو" كان طوله يزداد كل يوم ل10 امتار وفي كل يوم يزدَاد طوله تزيد الفجوة بين الأرض والسماء حتى وصلت الى شكلها الحالي . وضل بان كو واقفاً ومُبعداً بين القشرتين لمدّة 18 الف سنه حتى انهار جسده فجأة في أحَد الأيام مُشكّلا بذلك الجبال والسهول و من دمائه تكوّنت الأنهار والبحار ومن بقايا جَسَده تكوّنت البشرية وتَنَاثَرت في الأرض .

- الأسطورة اليابانية تقول انه في بداية هذا الكون لم يَكن هناك سِوى السّماء والتي كانت مَنشأ للآلهة بِجانب الماء العائِم في الكون بلا هَدَف وأن الالهة اوجَدَت نفسها بِنفسها مُنذ الازل , وفي احد الأيام أوكلت الالهة مُهمه الى الزوجين الالهين "ايزانامي و ايزاناجي" وهي خلق ارض من الماء وقاموا بِإعطائهم رُمح مُرصّع بِالأحجَار الكريمة ليُساعدهم . فتوجه الزوجين الى المُحيط عبر جسر السماء "قوس المطر" فقامَا برمي الرُّمح في الماء وتحريكه حتى خُلقت اليابِسه فَنَزلا اليها وانجبوا أطفالاً مِن الالهة والبشر وأيضاً انْجبَا جزُر شكّلت دولة اليابان الحالية , ومن عين ايزاناجي خُلِقت الشمس امّا من خِلال حفِيدهم نَشَأ نسل مُقدس فَكانوا أباطرة لِليابان.

- عند الهنود الحمر يُوجد العديد من أساطير خلق الأرض , أحدُها يحكي عن أن هذا الكون في بدايته لم يكُن الّا ظلام دامِس ومنه خُلِق قرص عائِم وعلى القُرص جَلَس اول الالهة الذي حوّل الظلام الى نور بِمُجرّد التّحديق فيه , بعد ذلك بدأ بِخلق فتاة وصبي واله وشمس فقام بِمزجِهم معاً ليَتكوّن بذلك الأرض فبدأ بعدها برسم معالم الأرض الحالية .

الأسطورة التالية تقول أن هذا الكون لم يكُن فيه شيء سِوى المحيط وتَعيش فيه المخلوقات البحرية , و في أحَد الأيام سَقَطت من السماء فتاة حامِل بتوأم , قام اثنين من البط بالتقاطِها وإيصالها الى ظهر سلحفاة بحر ضخمة . بعدها بَدَأوا بِاستدعاء حيوانات البحر لِيُناقشوا أينَ يُمكن لِلفتاة ان تَعيش . فقرّرت سلاحِف البحر بِطمي ظهرها بِتراب المُحيط فامتلأت بالخُضرة و لِتكون ارضاً تعيش عليها الفتاة. بعد ذلك انجبت الفتاة طفلين احدهم خيّر فقام بخلق جميع كائنات الأرض المُسالِمة , والأخر شرير خلَق جميع الحيوانات المُفترسة .


تعليقات