FAIRIES


الجنّيات


الجنيّات , مخلوقات صغيرة تعيش بيننا بسرية تامّه ودون ان نَشعُر , في الغابات وبين الزّهور , عِند البُحيرات وفي الجبال . تَختبئ وتُراقب بِمرح , تُحب اللّعب و الضحِك والرّقص كثيراً , لدِيها عادَاتُها واحتِفالاتها الغريبة والمُمتعة . قد تَستطِيع رُؤية احدهم صُدفةً او ربما تعِيش بقيّة عمرك مُؤمناً بِوجُودها ومُتمنّياً رُؤيتها وحسب . هذا بعضٌ ممّا نُشاهده في الرسوم المُتحركة او قد نقرأه في القصص الخيالية عن الجنيات الصغيرة.
في أوروبا قديماً وُجدت قِصص و أساطير عن جِنيّات صغِيرات إناث وذكور يَعيشون في الغابات وعند البُحيرات وفي كل مكان لِحراسَة شيءٍ مَا . لهم قُدرات سِحرّية , قد يكُون مِنهم الخيّر و الشرّير . ومن مُنطلق هذه الأسطورة نَشَأت العديد مِن المُعتقدات وأصبح هُناك العديد من المهووسين والمُصدّقين لِهذه الخرافة والباحثين عن الجنيّات .

في التّراث الأوروبي :

- جاء وصف الجنيات في التُراث الشعبي الأوروبي على انّهم مخلُوقات صغيرة لا يَتَجَاوز حجمُها كف الانسان البالِغ لكن بعض الثقافات تُقدّر احجامهم التي قد تَصِل الى حجم طفلٍ بشري . جَميلُون لِلغاية بِبشرة بيضاء مُضيئة , البعض مِنهم يتحدثون بلُغه لا يفهمُها البشر . بِملامِح مَلِيئة بِالبَرَاءة , ولأنهم يُشبهون الأطفال البشريين يُمكنك تَميِيزُهم بِواسطة أعيُنهم الخضراء كما تروي بعض المعتقدات . من صِفاتُهم انهم يَملِكون اجنحه كَأجنحة الفراشات قد تكون ملوّنه او شَفافة ومن حولها يتناثر الغُبار السحري وتشُع حولها هاله مضيئة. 
يعِيشون في جماعات مع ملِكتهم حول البُحيرات او بين الازهار والأشجار او بالقرب من أي بِئر في الغابة , وبِحسب المكان الذي تَسكنه تُسمّى به , كَجنيات البئر و جنيات البُحيرات وهكذا .
المعروف أيضاً ان الجنيات بِالرّغم من احجامهم اللّطيفة الا ان بعض المُعتقدات تقول انهم مُخادِعون وغَيورِين وماكِرون لِلغاية , وهناك روايات تقول انهم سَاذَجون وبِتصرّفات طفولية , يُحبون اللّعب والرّقص كشخصية تينكر بيل.
وكما ذكرتُ سابقاً لِلجنيات قُدُرات سحرّية أولها الطيران , أيضاً بإمكانهم جعل الازهار تتفتّح وانبات العشب , وإيجاد الذهب والاحجار الكريمة , و يملِكون القُدرة على القَاء اللّعَنَات التي تدوم لِعقود . و بِسبب الهالة التي تُحيط بِهم فهم يشّعون في الظلام لِيُضيئوا ما حولهم . مِن عاداتهم الغريبة هي الرّقص والاحتفال لِعدة أيام متواصِلة .
- وهناك العديد والعديد من الاعتقادات حول الجنيات في الفلكلور الأوروبي أحدها انهم ذو شخصيات مُتناقضة و جِب الحذر منها , فكان عامة الناس يخافون من قول المسمى "جنيات" لأنهم يؤمنون انهم قد يَحضرون حالاً ويكونون مصدَر أذى وازعاج , لَذلك كانوا يُنادونهم بِالقوم الاخرون او القوم الصّغار او القوم المُختَبِؤن . احد المُعتقدات حولهم تقول انهم ملائكة سَقَطت من السماء لِلأرض بِسبب انهم لم يكونوا سَيّئين بما فيه الكفاية لِدخول الجحيم ولا خيُّرين بما فيه الكفاية أيضاً لِيكونوا من اهل الجنّة !.

- الجنيات نوع من المخلوقات السحري الذي يحرُس الشيء ويَحمِيه , فبِحسب المكان الذي تسكنه او الشيء الذي تَبِيت بِجانِبه فهِي تَحميه , وهذا الشيء أيضاً يشمل البشر !. ك"الجنيه العرّابة - fairy godmother " التي تَحمِي الأشخاص الطيّبين وتُساعدهم وقت الحاجه بِسحرِها , كَشخصيّة الجنية في قصة ساندريلا , التي ظهَرت فجأة عند الحاجة لِتهم بمُساعدة الجميلة والجنية اللطيفة في قصة بنوكيو . كما تُعتبر الجنيات تَجسيد لِروح الشيء في الثقافة الاغريقية , أي انها تَعيش بِجانب الزهرة لأن الجنية هي روح الزهرة , فإذا ماتت الجنيّة الصغيرة تَموت الزهرةُ مباشرةً كالحوريات في ثقافتهم.
وأيضاً في التُّراث الأوروبي  الجنّيات لا تقتصِر على نوع واحد فقط ! , فهناك "القوبلن - Goblin" وهو نوع من الجِن قَصير القامة الذي يعيش لِيخدم سيده كشخصيّة "دوبي - dobby" في سلسلة أفلام هاري بوتر . وهناك الغول وهو نوعٌ يتصف بالقُبح , يعيش في المُستنقعات ولا يخرُج الا بعد غروب الشمس . وجنية الاسنان التي تأخذ أسنان الأطفال بعد سقوطها وتستبدلها لهم بالنقود .

في الثقافة العربية :


- العرب امَنَت بالجِن وبِقَبائِلهم منذُ مئات السنين قبل الإسلام , ومفهوم الجن رسَخ في عقولهم منذُ القِدم . كما أن التًراث العربي ملِئ بالقِصص والمًغامرات التي واجَه فيها أبطالُها الجن والجنيّات وقِصص العشق و السحر والعجائب , كَقصِص سندباد و لقائِه بالعفاريت وقصة سُليمان وتَسخِير قِوى الجِن له . فَنَشَأ عند العرب العديد من المُعتقدات حولَهم تّتشابه مع الفلكلور الأوروبي لكنّها لَيست بِتلك اللّطافة في وصف أشكالِهم . فيُقال أن الجن خلقٌ من خلقِ الله التي تسكُن الأرض قبل آدم , هُم قبائل مُتنوّعة ومُختلفِة في الشّكل والقوّة والدّرجات وتُعتبر من المخلوقات الهوائية كَالأشباح في القِصص الخياليّة. لا يُمكن لِلبشر رؤيَتهم مالَم يَتجسّدوا بِهيئات بشرّية او حَيوانيّة , ويُمكن تمييزُهم في حال تشكّلوا بِهيئة البشر بِألوان بَشَرتِهم شديدة البَيَاض أو بألوان عيونِهِم الغريبة أو بِالشعر الشّديد السواد . وبِالرّغم من تشكّلهم بِالهيئة البشريّة إلاّ أن أقدامهم سَتكون كَساق الماعِز أو الحمار . وفي حال تشَكّلوا بِهيئة حَيَوانية فإنهم سَيَتّخِذون اللّون الأسود لوناً لهم , وغالباً سَيَظهرون بِهيئة القِطط أو الافاعي والعقارِب السوداء . أمّا عن هيئاتهم الحقيقة فَتحكي المُعتقدات أنهم الأشد قُبحاً ولا يُوجَد وصف مُحدّد لها .
- في الفلكلور العربي عالم الجن يَحُوفه الكثير من الغُموض لِذلك كانوا يَكرَهون ذِكرِهم لاِعتِقادِهم بأنّهم سَيحضرون كَجَماعات حول الذاكِر مُباشرةً فَيُسبّبون لهُ الأذى والازعاج وقد يدخل المرء في دوّامة نفسية بين العَالَمَين. وبِحسب المُعتقد العربي الجِن لَيسوا على حدٍ سواء في القوة ولا الهيئات أو حتى المهام , فهُناك المارد والعفريت والغول , و يُقال بِأن أقوى أنواعِهِم هو الجن الأزرق . وكمَا في التُّراث الأوروبي فَإن صِفاتِهم عند العرب هي المَكر والخِداع والحِيلة والتصرّفات الطفولية وربّما الاغواء , فهُناك القصص الشعبية التي تحكِي عن لِقاء الرّحالة بِالجنيّات في البر فَكانوا ضَحَايا الاغواء ومَصِيرُهم الموت . وفي سيرة اللّقاء بِهم فقد آمنوا بِقابِلّية تَزَاوج البشر بِالجن وبالتالي وجود سُلالة مُهجّنة بين الاثنين .
و من أشهر المُعتقدات حولَهم هي الشعر !. فكان الاعتقاد القديم أن الشعر والادب صفة من صِفات الجن وأن كل شاعر من الإنس لديه قرين يُلهمه ويوحي له في كتابة شِعره لِيَسحَر به مَسامِع الناس . وبِشكل عام فقد اعتقدوا أن صفاتٍ كَالعبقرّية والنّبُوغ والإلهِام وأحاديث النفس هي بِفعل قِوى خارقة غير مرئية كالجن والشياطين وليست قُدرات لِلبشرية إمكِانية فِعلِها . و بِجانِب الشعر فِإن أشهر مُعتقد يَحضُر لِأذهانِنا هو امتِلاكهم لِلكنوز وحِراستها وتَحقيق الأمنيات , كَمَا تَروي القِصص عن جنّي مصباح علاء الدين الأزرق بعد قوله للجُملة الشهيرة "شُبيك لُبيك مارد المصباح بين يَديك " لِيعرض تَحقيق ثلاث أُمنيات فقط لِكل شخص جديد يَحمل مِصباحه  .

- الروايات وما آمن به العرب حولهم بحرٌ واسع لا يُمكن حصره ، مليء بِالغرائب والقصص المُخيفة تَرويها الجدات و الأمهات لِلتخويف أو لِلإبهار ، وبالتأكيد جميعنا سمِعنا تلك القصص المُخيفه في صغرنا وفي كِبرنا عند الاجتماع حول نار المُخيم اللّيلية . هل لديكم معتقد أو قصه عالقه في ذِهنكم رُوِيت لكم في صِغرِكم؟


by\Galiah

تعليقات