Doll !!



الدمى


الدمى او العرائس كما تُسمى في مصر هي تجسيد مصغر للإنسان تُصنع من عدة مواد مختلفة كالقماش والصوف او البلاستيك والجلود والعظام و الخشب أيضاً وغيرها من المواد الأخرى ... فَكما تنوعت الخامات التي تُصنع منها فقد تنوعت بأشكالها و استخداماتها أيضاً , فقد عُرِفت الدمى منذ قديم الزمان عند الفراعنة و الاغريق و حضارات شرق اسيا والعرب وشَمِل معناها التماثيل والتي استخدموها في طقوس العبادة والقرابين بالإضافة الي طقوس السحر ولم تقتصر علي ان تكون غرضاً لِيلعب به الأطفال فقط . وبالرغم من انّ الهدف الأساسي من صناعة الدمى منذ البداية غير واضح فإنّ الدمى تُعتبر من أوائِل الألعاب التي ابتكرها الانسان واكتُشِفت في التاريخ !! فمنذ بداية نشأة وظهور الحضارات وُجِدت الدمى معها , وقد تميزت كل حضارة بدماها وتنوعت مسمّياتها , كما يُعتقد ان الالهام الأول لِصناعة الدمى هو المرأة بشكل عام .

معتقدات :
يوجد العديد من المُعتقدات والخرافات حول الدمى , منها المُرعِب ومنها المُضحك والتي أدت الى نشأة اساطير محلية .كالإعتقاد بأنه يُمكن حبس الأرواح داخلها , كحبس روح احد افراد العائلة فيها او صديق لِيعيش معها صاحبها , و مُعتقد اخر يقول ان لِلدمى روح قد تكون شريرة وقد تكون روح مسالمة , ان كانت شريرة فهي جالبة  للحظ العاثر والعكس صحيح !. ومعتقد طفولي لطيف يقول ان الدمى عندما ننام تتحرك وتعمل دون ان نشعر!!. ايضاً احد المُعتقدات السائدة هو ربط الدمية بشيء يعود لشخصٍ ما وعند البدء بأذية الدمية فإن الألم سينتقل للشخص المعني وهذا النوع من الدمى يُعرف باسم "فودو" المعروف في افريقيا وامريكا . و ايضاً , قديماً عند الاغريق كانت تبدأ طقوس للفتيات حين يبلغن السن الذي لا يحتجن فيه الى دماهم حيث تُقدّم للآلهة . اما في غواتيمالا فهناك دمىً صغيرة تُصنع بحيث كل واحدة تمثل يوماً في الأسبوع , فتُعطى هذه الدمي للأطفال الذين يُعانون من الكوابيس فَتمنع عنهم قلقهم وتجعلهم ينامُون بسلام بعد ان يُخبروها بما يُقلقهم , وتُسمى هذه الدمى ب worry dolls . وفي اليابان ساد مُعتقد في فترة إيدو وهو تعليق دمية قماشية او ورقية صغيرة على النوافذ خلال هطول الامطار لإعتِقادهم انها تملك قِوى سحرية لِتجعل الجو مُعتدل او لإيقاف هطول الامطار , وتُسمى هذه الدمى ب "تيرو تيرو بوزو- てるてる坊主".

أنواع الدمى :
تُعتبر الدمى من ابرز الرموز الحضارية والثقافية التي تُمثل دولاً كاليابان . وبسبب ذلك تنوعت الدمى وتسمّت بمُختلف الأسماء ومن اشهر الدمى في العالم هي دمية ال"ماترويوشكا الروسية" والتي تكون عبارة عن مجموعة دمى مزخرفة مختلفة الحجم بداخل بعضهم البعض ,وقد صُنِعت هذه الدمية في 1890 على يد فازيلي زفيوزدوشكين , والتي قد اشتقت اسمها من اسم ماتريونا ويُعتقد ان هذه الدمية استوحاها صانعها من اسطورة تعود لإِمرأة كانت تُعبد قديماً , واعتقاد اخر يقول انه استوحاها من الدمى اليابانية المُزخرفة . نوع اخر للدمى وهي الدمى المُتحركة او كما يُطلق عليها "الماريونيت" والتي يتم تحريكها عادة عن طريق الخيوط او الاسلاك او العصي وتٌستخدم في المسارح والعروض .


الدُّمى كانت غالباً تُعبر عن الطفولة وتُعتبر شيء لا يُفارق يد الأطفال لذلك عند وفاة الطفل قديماً في مصر والعراق كانت تُدفن معه . أيضاً الدمى اُعتبِرت شيئاً يخُص الانثى , ففي اليابان قديماً عندما تُهدى الفتاة دمية كانت تحتفظ بها لِتمرّرها الى اطفالها و الأجيال التي بعدهم , وهذا أيضاً كان احد العادات في افريقيا , فعِدما تبلغ الفتاة يُهدونها دمية تُمرّرها بعد ذلك الى بناتها. ثم تطورت استخدامات الدمى لتكون شيئاً لعرض احدث التصاميم والازياء في منتصف القرن التاسع عشر وحتى خمسينات القرن الماضي حيث ظهرت باربي والتي لاقت نجاحاً كبيراً وشهرة واسِعة . و لِلإضافة فإن الدمى كانت ولا تزال تُستخدم كأداة لتمرير الأفكار حول الاخلاق مثل الشجاعة والإحسان , او رواية قصص الحب والأساطير قديماً للأطفال , فكانت تُعد مسارِح صغيرة يَتجمّع حولها الصغار لِسماع قصص الراوي وهو يُحرك دُماه , وهذا النوع من الفنون عُرف عند العرب في العصور الإسلامية ومصر وفي الصين و بلدان أوروبا , ولم تقتصر على ذلك فكانت أداة سخرية ونقد سياسي واجتماعي في مجالس الكبار. وقد وُجِدت مسارِح لهذا الفن بالدمى وتحريكها ك"مسارح خيال الظل" و "مسارح العرائس" ولها جمهورها .


by\Galiah

المصادر :

تعليقات