Farida kahlo


الفنانة فريدا كاهلو


الفن وجد ليعبر عن ما بداخلنا من الآم وصعاب و معاناة نفسية ونقيضها من المشاعر أيضا , واحياناً لتجسيد حياة شخص ما او قصة او حدث مهم , وهناك العديد من الفنانين الذين اعتمدوا في فنهم التعبير عن مشاعرهم السوداء و الوردية , احد هؤلاء الفنانين فريدا كاهلو الفنانة المكسيكية .

فريدا كاهلو :

فريدا كاهلو فنانة مكسيكية  ولدت عام 1907م , اعتمدت على الفن السريالي والواقعي لتجسيد مشاعرها وآلامها خلال حياتها في لوحاتها .
وقد تميزت عن البقية بتجسيد مشاعرها السوداء والمعقدة بينما كان توجه الرسامين الى تجسيد الاحداث ورسم الشخصيات المهمة او النقل والنسخ للأفكار .

في طفولتها عانت فريدا من شلل الأطفال الذي حرمها مرح الطفولة لكنها تعافت منه . وفي مراهقتِها تعرضت لحادث سير عنيف جداً أدى دخول حديدة انبوبية في اسفل ظهرها وخروجها من مهبلها مما أدى الى تضرر العامود الفقري والجزء السفلي من الظهر واستلقائها بشكل كامل على السرير وخضوعها لعلميات عديدة ومؤلمة للغاية من اجل التعافي بالرغم من ضعف الامل و احتمالية النجاح والشفاء.
بعد خضوع فريدا للعديد من العمليات في الظهر بدأت بالتعافي تدريجياً  واستعانت بأصياخ حديدية تساعدها على ارتكاز عامودها الفقري والجلوس , وقد انذر الأطباء فريدا انه بعد التعافي هناك احتمالية كبيرة لعودتها والاستلقاء على السرير مرة أخرى .


في تلك الاثناء التي كانت تعاني الألم وعدم الحركة على سريرها الصغير قامت والدتها بإحضار سرير خاص لابنتها علقت في سقفه مرآة , فلم يكن هناك شخص تراه فريدا طيلة الوقت الا وجهها في المرأة المعلقة , ومن هنا بدأت فريدا بحفظ وجهها وفهم تفاصيله وقامت بطلب احضار بعض اللوحات و الفرش والألوان ليبدأ شغفها بالرسم وتبدأ بتجسيد مشاعرها , حتى انها بدأت بالرسم على الجبيرة البيضاء التي تغطي اعلى جسدها بالألوان والرسم عليها والكتابة .
وتعتبر الشرارة الأولى لبداية فريدا في الرسم هو شعورها بالوحدة مع اعاقتها بالرغم من محاولات والدتها لإسعادها .

فريدا كاهلو لم تتعلم الرسم بل نبغت فيه وقامت بتجسيد معاناتها باستخدام الفن السريالي و اعتماد أسلوب خاص فيها جعلها تتميز عن بقية الفنانين في ذلك الوقت , وقيل لم ينافس فريدا في الفن الا كافكا في الادب بالرغم من عدم حصولها على الشهرة المخملية الا بعد وفاتها وفي ايامها الأخيرة وذلك يعود الى اعاقتها .


قامت فريدا بعرض لوحاتها على الرسام "دييغو ريفيرا" الذي اعجب بفنها وبعد العديد من اللقاءات وقعا في حب بعضهما وقررا الزواج بالرغم من ان فريدا كانت تبلغ 22 عاماً بينما دييغو كان اكبر منها بعشرين سنة ومعروف بخياناته وكونه زير نساء وطلاقه من زوجته الأولى وانجابه للعديد من الأطفال .

بعد زواج فريدا انتقلت مع زوجها في عديد من الاسفار حول أمريكا وفرنسا لأنه كان يقوم بأعمال فنية لشركات وفنادق مشهورة بينما فريدا كانت تقضي اغلب وقتها في الفندق وتحاول ان تكمل في تجسيد الآمها مع ابتعاد زوجها وانشغاله , وفي تلك الاثناء علمت فريدا بحملها لكن الأطباء قاموا بإجهاض جنينها لأنه خطر عليها الحمل والانجاب وقد يؤدي الى موتها .
 هذا الخبر زاد من الام فريدا ورسمها للمزيد من لوحات جنينها الصغير .

بالرغم من حب فريدا الشديد لزوجها قررت الانفصال عنه لفترة وعودتها لموطنها , فقامت اختها بالعيش معها لمعانتها من العنف الزوجي , لكن بعد عودة "دييغو" لزوجته بفترة قصيرة قام بخيانتها مع اختها مما جعل فريدا تطلب الطلاق والانفصال بشكل نهائي.


عرفت فريدا بازدواجيتها الجنسية وعلاقاتها الجنسية مع العديد من النساء ولم تخاف الاعتراف بذلك , بالإضافة الى انه عرف عنها قوتها وعدم رضوخها للصور النمطية للجنسين بالرغم من تلك الفترة كانت النساء منصاعات للصور العامة لهن , حتى انها في صورة العائلة قامت بلبس البدلة الرجالية  .
بالإضافة الى انها كان تكره أفكار الجمال النمطية لشعر الوجه وكونه صفة ذكورية , لذلك كانت تبقى شاربها و شعر وحاجبيها كما هم , حتى انها دونت في مذكراتها مدى حبها لحاجبيها .
وأيضاً عرفت بطباعها الحادة و مزاجيتها الشديدة , كانت تدخن علناً دون خوف من الرجال وتنافسهم في الملاكمة و شرب التاكيلا .
بالرغم من قوة شخصية فريدا وعصيانها للصور النمطية  و جموحها الا انها كانت تحمل الآماً واحزاناً بداخلها كانت تكتفي بتجسيدها في لوحاتها وتدوينها في مذكراتها .

بعد فترة طويلة من الطلاق قررت فريدا الزواج مرة أخرى من طليقها "دييغو" والعودة له وقد سُؤلت فريدا عن كيفية تحمله لخيانة زوجها لها والعودة له مرة أخرى ؟ فأجابت : "لا يسعني الا ان احبه لما هو عليه , فلا يمكنني ان احبه لما ليس هو عليه"


بعد عودة فريدا لطليقها بفترة وبسبب الاجهادات عاد اليها الم عامودها الفقري مما جعلها تعود للاستلقاء على ظهرها مرة أخرى ومعانتها للألم بشكل اكبر ولا يحتمل للمرة الثانية , حتى ان شخصيتها أصبحت صعبة للغاية وبالرغم من ذلك بقي زوجها بجانبها .
استمرت فريدا برسم اللوحات الى اخر ايامها واستمرت برسم وجهها بلا توقف , حتى استطاعت ان ترى في جسدها الجريح و المعذب و حوادث السير و الخيانة جمالاً مختلفاً جسدته في لوحاتها الغريبة .
في اخر ايامها افتتح زوجها معرضاً ليعرض فيه لوحات زوجته للعامة ويطلعهم على فنها , وبالرغم من تحذير الأطباء لها ومنعها من مزاولة سريرها قامت فريدا بطلب رجال يحملونها على سريرها لتحضر معرضها وهي مستلقية .

اخر كلمات فريدا في مذكراتها : "أتمنى - أن يكون خروجي من الدنيا ممتعاً وأتمنى أن لا أعود إليها ثانيةً".

جمال فن فريدا لم يدركه التكريم والتقدير الا بعد وفاتها حتى ان منزلها اصبح مزاراً اليوم ومن اهم الأماكن في المكسيك .

أخيراً وفاة الفنانة في 13 يوليو سنه 1954 , في عمر 47 عاماً .

تم تجسيد حياة الفنانة في فيلم جميل Frida

صور لمنزل فريدا :

منزل فريدا بعد تحوله لمتحف




by\Galiah

تعليقات