فينسنت ويليام فان غوخ
فينسنت فان غوخ رسّام مِن اشهر فَناني العالم وهولندي الجِنسية , وُلِد عام 1853م في تاريخ 30/3 .
هو فَنان تَشكيلي اختَار التّعبير عن مَشاعره في لَوحاته حتّى تميّز فَنّه عن بقيّه الرّسامين . فَاليوم بِالنظر فَقط الى لَوحه من لَوحاته من بين مَلايين اللّوحات في العَالم تَستِطيع ان تُميّز فَنه . فَلَه أسلُوبه الخاص ,كَما انّ لَوحاته تُباع بِالملايين وتُعتبر مِن اشهر اللّوحات في العَالم.
تَرَك فينسنت دٍراسته وهو بِعمر الخامِسة عشر لِيُقرر الانضمام الى شَركة (Goupil & Cie ) لِلتّجار الفَنيين بِحيث يتم عرض اعمال رسّامين ومُحاولة بيعها عن طريق اقناع المُشتري بِها . ولِعائلته تاريخ فنّي , فَاثنين من أعمامِه وشقِيقه الأصغر جَميعهم عَملوا في مجال المُتاجرة الفنيّة , هذا الامر رسّخ حُب الفن في قلبِه ودَفَعه الى مُحاولة مُحاكاة الرّسامين وخوض التّجربة الفنيّة الى أن وَجَد أسلُوبه الخاص . فَعمله في هذه الشركة سَمَح له بِالتنقل بين باريس وانجلترا ولاهاي لِلعمل في فروعها , لكن بعد العديد من المَشاكل التي وَاجهته قرّر ترك العَمل فيها لامتهان مِهنة التّدريس في احدى الكَنائس في بلجيكا والاعتكاف على العَمل كَمُبشّر . ولِاختلاطه مع العوائل الفقيرة والفلاحين أوحى له بِرسم العديد مِن لوحاته الأكثر شُهرة كَلوحة "أكلوا البطاطا" ولوحات تُجسّد حياة الفلاحين .
- وقد عَانى فينسنت في حياته العديد من النّكسات العَاطِفية والفقر الشّديد نَتِيجة طردِه من اكثر من وظِيفه ولأسبَاب مُختلفة , حتى انّه كان يَقوم بِحرق لوحاته لِكي يَتدفأ في الشتاء من شدّه بؤسه وفقره. فَهو لَم يَحظى في حياته بِتلك الشّهرة الزّاهية كَما حَدَث بعد وفاته , حتى ان والديه كَانا يقومان بِطرده لِعدم حُصُوله على وظيفه .
- ما عُرف عن فنسنت ان مَوهبته في الرسم مَاهي الاّ ولِيده لَحظه مُصادفة . فَكان يَرسم مِن اجل التّرويح عَن نَفسه والتّعبير عنها فَكان يَقول دَائما انه يَشعُر بِانه حي عندما يرسم . أمّا من النّاحية النّفسية كان شَخص يُعاني من الاضطِرابات العَقلية والنفسية والجِنسية والعاطفية , فَقد تَعددت عِلاقاته العاطفية الفَاشلة . فَفي إنجلترا عَاش فينسينت في منزل السّيدة أورسولا لوير وابنَتها يوجيني والتّي وِقَع في حُبها لَكنها بَادَلته الرّفض , اضافةً الى حُبه لابنة عمه الأرملة ومُحاولات التّوسل لِعمه لِكي يَراها لكنه كان يقابل بِالرفض دائماً والإهانة , حتى انه قَام بِوضع يده في النار مُهدداً عمّه بِأنه لَن يُبعد يده عنها الاّ اذا رأى ابنته , لكن العم قَام بِطرده من منزله بِشكل مُخزي ومهين. هُناك أيضا علاقته مع ابنة الجيران التي كانت واقعه في غرام فينسنت لَكنه بَادلها الرّفض مِما دَفَعها الى الانتحار بِالسم . أيضاً كانت لَدى فينسنت عِلاقاته الجنسية العَدِيدة مع بَائعات الهوى كما اعتقد كتُاّب السِيَر ان له مُيوله المثلي مع صدِيق سَكنه بول غوغان لِكونهما عَاشا فَترة طويلة معاً .
- اضطِرابات فينسنت النّفسية لَم يَعرِف الأطباء نَوعها بِالتحديد فكان يُعاني من نَوبات غَضَب مُفاجِأة وتقلّبات عَصَبية في المزاج . واحد مِن اشهر الحَوَادث في حياته بِسبب نَوبات الغضب هي قِيامه بِقطع شَحمَة اُذنه اليُسرى مِن الأسفل بِشفره حِلاقه بَعد جِداله مع رفيق سَكَنه غوغان والتي أدّت الى انهِياره ودُخُوله المَشفى . و لَم يكُن يُعاني من نوبات الغضب فَقَط بَل كَان يُعاني الصّرع والاكتئاب اضافةً الى غَرَابة الاطوار في تَصرّفاته . حتى ان بعَض الأطباء شَخصّوه بِانفصام الشخصية وهناك من قال انه يُعاني من ثُنائي القُطب فَقَد عَانى الكثير خِلال اخر عامين من حَيَاته .
استَقرّت حَالته بَعد خُرُوجه وقَضَى أوقات سَعيده لِفتره قَليله وعَاد لِمزاوله الرّسم وانتَظَم على مَواعِيده النّفسيه مع الطبيب "غاشي" الذي كان اكثر من مُجرّد طَبيب بِالنسبةِ لِفنسينت , لكن في ليله يَوم الاحد من السّابع والعشرين مِن شهر يوليو قَام فينسنت بِالذهاب الى احَد الحُقول فَأخرج مُسدّسه وقَام بِالاطلاق على نَفسه في صَدرِه ثُم عَاد بِصعوبه الى شِقته الصّغيره حتّى رَأه احدُهم وقَام بِإبلاغ الطّبيب وشقيق فينسنت .
كَان من المُستحيل عِلاجه وإخراج الرّصاصه , عِندها قام فينسنت بِنُطق اخر كَلِماته لأخيه وهي "ان الحزن يَدوم الى الابد" ثُم مات.
تُوفي بَعد يَومين مِن حادِثه اطلاق النار عام 1890م وعُمره 37 عاماً . بَعدَها تُوفي شَقيقه بِسب المَرض بِسته اشهر فَقَط وتَم دَفنُهُما بِجانب بَعضهما . وقد وُجِدَت العَديد من الاعتقادات والنظريات حَول سَبَب اطلاقِه النّار على نفسه , فَأحدها يَقُول انّه نَتِيجة اكتئابه الحاد واخر يَقول ان شخصاً كان يَستَهدفه في الحقول .!
- بَعد وفاة فينسنت قَامَت زَوجة شَقِيقه "جوانا" بِحفظ اعماله وسَاهَمَت في نَشر فنّه في المَتَاحف الاوروبيه , ثُم قَامت بِنشر رَسَائله مع شقيقه كَأعمال ادَبيّه والتّي بَلَغ عَدَد رسائِلهم اكثر من 700 رِساله . و بَعَد وفاة جوانا قَام ابنَها بِاكمال مِشوار والِدته في نشر اعمال عَمه حتى قَام بِبناء مُتحف يَحمِل اسمه .
فينسنت فان غوخ فنّان وُلِدت موهبته وهو في سن السابِعه و العشرين واستمرّت معه لِعشر سنوَات , أخرج لَنا فيها لَوحات جَميلة ملِيئة بالألوان الزّاهية والمشاعِر الدّافِئة . بَلَغ عدد لوحاته في هذه الفَترة القصيرة أكثر مِن 900 لوحة و أكثر مِن 20 لوحة رَسَم فيها نفسه .
by\ Galiah
تعليقات
إرسال تعليق