الجمال
الجَمال سِمة يَستَشعِرها المرء فيما حوله و مُرتبطة بِإدراكنا الحسي والعاطفي وتَتَأثر بِمقاييسنا الخاصة ونظرتنا لِلأشياء . فَالجمال يُمكن رؤيته في الأمور والاشياء المَادية كالوَجه والجَسد , أو في اللّوحات والقِطع الفَنية , أو في السّماء والأرض وما عَلَيها , ورُبما يكون في بعض الأمور الحِسّية والعَاطفية كَالمَشاعِر و الاخلاق أو الطّباع والتصرفات والروح . و يُعتبر الجمال مِن الأمور الفَلسفيّة التي اختلَف العُلماء في تَعريفها , فَيُمكن تَعريفه كَكونه فَلسفة لِلتّعامل مع الطبيعة و الفن و الذوق أو بِشكل عام مُضاد لِلقبح , كما يُعتبر عِلم حديث النشأة ولهُ عِدة مَذاهب , وقَد وصل لِشكلِه الحالي بعد فِكر تأمُّلي فلسفي طويل عبر الأزمنة . ومُنذ القِدم ارتبَطت فلسفة الجمال بِالكون والالهة ثُم تطوّرت مع الوقت حتى ارتَبَطَت بِالأمور الماديّة والأخلاقية.
مَعايير الجمال :
مَعايير الجمال :
- تُعتبر سِمة الجَمال نِسبيّه وتَختلف بِحسب ادراك و تنوّع الأشخاص وهذا الامر ينطبق على الحضارات أيضاً و الشّعوب . فَعند مُختلف الثّقافات وعلى مَر الأزمِنة أصبحت هُناك مقايِيس ومعايير مُحدده لِلجمال المادي الجَسَدي , بعضُها الغريب وبعضها المُعقد وتَختلف بِاختلاف المَنطِقة و البِيئة , كَالمعايير الجمَاليّة الهندية التي تَختلِف عن الصّينية والعَربية تَختلف عن الأوروبية وهكذا , لِذلك تجِد هُنالك تَنوّع واختِلاف مُمتع في كل مكان . فَالجمال قيمة فِطرية مرغوبة ومحبوبة عِند الانسان وقد اهتَمت العديد من الحضارات كَاليونانية بِهذه السّمة كثيراً، كان اعتِقادهم قديماً أن الجمال هِبة من هِبات الالهة ونِعمة عظيمة ودلاله على مَحبّتهم لك , كما أن جمال الخارِج يَعكِس مدى جمال الدّاخل ويَرمُز لِلذكاء أيضاً . وقد كانت لَهُم معايير خاصة لِمدى جمال المرء إناثاً وذكوراً , فالأُنثى الجميلة هي ذات الشعر الأحمر المُموج والبشرة البيضاء أما الذكر الجميل هو صاحب الجسد الصّحي الرّياضِي . ولأن الجَمال نِعمة وجَبَ المُحافظة عليها ابتَكَروا طُرقاً لِلحفاظ على هذه القيمة كاستِعمال اللّبن كقِناع لِلوجه وذلك لِلحفاظ على البشرة ونَضَارتها وملح البحر في التقشير وزيت الزيتون لِلحِفاظ على كثافة وجمال الشعر .
- آمن الفراعنة بِأهمية الحِفاظ على الجَمال والتّزين مِن باب التّبرُك بِالآلهة وحباً لِلفعل ذاته , و كانت مَقاييسُهم في الجمال تَكمُن في عِدة أمور أولها مَدى سِحر وجَاذبية و وسع العَينين , لِذلك استَحدثَوا الكُحل ليس فقط لِلأغراض الجمالية بَل لِلحماية من العين و الأرواح الشريرة ولِحمايتها من الشّمس وهذا الامر يَنطبق على الجِنسين , فَكُلما زَاد وسع العينين ازداد جمال الشّخص . و تُعتبر الحضارة الفرعونية أول من استَحدث المُستحضرات التجميلية والاصبَاغ في العالم والمعايِير التي يتم الاخذ بها اليوم في وضع مُستحضرات التّجميل . كانوا أيضاً يستخدمون الحِناء في صبغ الشعر وطِلاء الاظافر لِلتزين والتّبرك به بِالإضافة الى قشور الرمان والكُركم , كَما استَخدَموا الزّيوت وماء الورد والطّين لِنضَارة البَشرة .
- و لَم تَختلِف بقيّة الحضارات والثقافات عن الاغريقية أو الفرعونية وَ لِكل حضارة مَعاييرها و طُرقها لِلحفاظ على جَمالها , فَفي ثقافة الهنود الحُمر كانت مَعايير الجمال هي الرّائِحة الجميلة الطيّبة , لِذلك كانت النّساء والرّجال يَضَعون أعشاب عطِره تُزيّن أطواق الرّأس و ملابِسِهم . وفي اليابان البَشرة البَيضاء والشّعر الناعم والرّقة هي من أجمَل الصّفات التي قد يملُكها الفرد . أما عند العرب مَعايير الجَمال أكثر تَفصِيلاً لِلنساء والرّجال، وقد نَجد في ثقافتنا الكَثير من الاغاني والاشعار التي تغزّلت بِالعديد من الصّفات التي تُعتبر جماليّة عِندنا . فَبِالنّسبة لِلرجال طول القامة ومدى عرض المَنكبَين والشعر المموج الكثيف و سَمار البَشرة هي مِن أبرز الصفات التي تَجعله وسيماً , أما بِالنسبة لِلإناث فَأبرز المَقايِيس كانت حول مدى اعتِدال الوَجه ما بين المُستدير والطويل والجسد المُمتلئ قليلاً والطول المُتوسط و العُيون السّوداء الواسِعة والشّعر النّاعم , وهُناك معايير مُشتركة لِلجنسين كَشامة الوجه أو كَما تُسمى أحياناً بٍ"الحَسَنة" التي تَرمز لِلجاذبية . فَقد عشِقت العرب شامَة الوجه وقدّروا اللّمحة الجماليّة التي تُضفيها لِلشخص مهما كانت الملامِح أو اللّون , بِالإضافة الى الرّموش الطّويلة والأنف المُعتدل .
الهة الجمال :
- و لَم تَختلِف بقيّة الحضارات والثقافات عن الاغريقية أو الفرعونية وَ لِكل حضارة مَعاييرها و طُرقها لِلحفاظ على جَمالها , فَفي ثقافة الهنود الحُمر كانت مَعايير الجمال هي الرّائِحة الجميلة الطيّبة , لِذلك كانت النّساء والرّجال يَضَعون أعشاب عطِره تُزيّن أطواق الرّأس و ملابِسِهم . وفي اليابان البَشرة البَيضاء والشّعر الناعم والرّقة هي من أجمَل الصّفات التي قد يملُكها الفرد . أما عند العرب مَعايير الجَمال أكثر تَفصِيلاً لِلنساء والرّجال، وقد نَجد في ثقافتنا الكَثير من الاغاني والاشعار التي تغزّلت بِالعديد من الصّفات التي تُعتبر جماليّة عِندنا . فَبِالنّسبة لِلرجال طول القامة ومدى عرض المَنكبَين والشعر المموج الكثيف و سَمار البَشرة هي مِن أبرز الصفات التي تَجعله وسيماً , أما بِالنسبة لِلإناث فَأبرز المَقايِيس كانت حول مدى اعتِدال الوَجه ما بين المُستدير والطويل والجسد المُمتلئ قليلاً والطول المُتوسط و العُيون السّوداء الواسِعة والشّعر النّاعم , وهُناك معايير مُشتركة لِلجنسين كَشامة الوجه أو كَما تُسمى أحياناً بٍ"الحَسَنة" التي تَرمز لِلجاذبية . فَقد عشِقت العرب شامَة الوجه وقدّروا اللّمحة الجماليّة التي تُضفيها لِلشخص مهما كانت الملامِح أو اللّون , بِالإضافة الى الرّموش الطّويلة والأنف المُعتدل .
الهة الجمال :
صوّرت الحضَارات القَديمة الالهة في شكل وهيئة أنثوية كَأم لِلكون وسيّدة لِلطبيعة و جامِعة لِكُل الجَماليّات الإنسانية الجَسدية والرّوحية , واعتَبرت السماء مكاناً لهُم و النجوم صُورة من صُورهِم . فَكان نَجم الزهرة وغيره من الكواكِب مِن أبرز ما يُمكن تَمييزه بِالعين المُجردة في أوقات الزّراعة والحَصاد وتَغير الفصول , لِذلك تم رَبطهم بِبعض و نُسِب الخير لَه وعِبادته في مُختلف الحضارات وتَصوِيره بِهيئات أنثوية في الأساطير المُتنوعة . كانت الهة لِ( الجَمال , الخُصوبة , الجِنس و الحُب) كَالآلهة البابلية "عشتار" والتي عبَدها قَبلَهم السومريون باسم "إنانا" فَعبَدها بعد ذلك اليونانيين بِاسم "افروديت" والرومانيون بِاسم "فينوس" والفراعنة بِاسم "ايزيس" ويُقال انها "العُزى واللات" عند العرب أو تُعادِلُهم .
- من أين أتى التّصور الانثوي لِلآلهة و لِماذا كوكب الزّهرة ؟ مُنذ قديم الزّمان ومع بداية ظهور المُجتمعات المَدنية الأولى المُتمركِزة حول المرأة و بِسبب الزّراعة رَبط الانسان القديم الأرض بِالمرأة وشبهها بِها , وذلك لِتشابه طبيعة الأرض في احتِواء البذور وإنتاج الحَصاد بِطبيعة جَسد المرأة في الانجاب واحتِواء روح جدِيدة داخِلها . وبِسبب تَزامن ظهور نَجم الزُّهرة في أوقات مُهمة لِلزراعة ومِن مُنطلق أن النجوم صورة لِلآلهة ظَهر لنا هذا التّصور وتَطوّر عَبر الحَضارات.
أفروديت :
أفروديت هي الهة الجَمال والخصوبة والجِنس والشّهوة وربّة البِحار وحامِية البحّارة في الأساطير اليونانية , هي أيضاً أحد الالهة الاثني عشر الذين يَعيشون في قِمة الجبل المُقدّس أوليمبوس . و تَحكي الأسطورة القديمة أن أفروديت وُلِدت مِن دماء الاله أورانوس وسائله المنوي الذي امتَزَج بِزَبَد البحر مِما أنتَجَ رَغوة مُقدسة أخرجت لنا صَدَفة ضَخمة تَحمِل أفروديت بِداخِلها كاملة النمو كَامرَأة بَالغة فائقة الحُسن و الجَمال , لِذلك يُعتبر الصَدف شِعاراً لها و رَمزاً لِلعذرية والأنوثة .
كانت أفروديت بارِعة الجمال وساحرة لِلغاية , لِذلك عِندما احضرها زيوس لِجبل أولمبوس قرّر أن يَتم تَزويِجها بِسرعة لِشدة جَمالها و لِشعوره أنها سَتكون تهديداً خطيراً لِلسلام بين الالهة بِسبب الغيرة التي سَتنشأ بينهم لِلحصول على الهة الجمال . فَتزوّجَت مِن اله الحدّادين والنّار و البَراكين في الاسَاطير اليونانية "هيفايستوس" ابن "زيوس" و "هيرا" الذي كان أقبَح الالهة بِسبب تَشوّه وجهه وجَسَده بِنار البَراكين في صِغره عِندما رَمته والدته (هيرا) فيها لِقُبحه , كَما سُمي بِالإله الاعرج أيضاً . لكن السبب الرئيسي لِتزويجِها بِ"هيفايستوس" بِالتحديد يَعود لِأسطورة تَحكي أن هيفايستوس تَرَبّى بَعيداً عن والدَيه و وَحيداً في البَراكين عامِلاً على الحِدادة وَبعدما كَبر قَرر الانتقام مِنهُما , لِذلك قام بِصُنع عرش ذهبي أهداه لِوالِدته . قامت "هيرا" بِقبول الهدية وجَلست على العرش لكِنها لَم تَستطِع النّهوض بِسبب خُيوط سِحرية كانت تُقيّدها , فَأخذت تَتوسّل ابنها أن يُحررها لكنهُ لم يَفعل حتى تَدخّل "زيوس" لِمُقايضته . فَعرَض عليه تزويجه بِآلهة الجَمال مُقابل تَحرير زوجته , فَفعل . وهُناك رِواية أخرى تقول أن زواج "أفروديت" من "هيفايستوس" كان عقوبة مِن "زيوس" لِغرورها وتَكبّرها على الالهة ورَفضُها المُستمر لَهم الذي اعتبروه إهانة عَظيمة لِمكانتِهم .
- من أين أتى التّصور الانثوي لِلآلهة و لِماذا كوكب الزّهرة ؟ مُنذ قديم الزّمان ومع بداية ظهور المُجتمعات المَدنية الأولى المُتمركِزة حول المرأة و بِسبب الزّراعة رَبط الانسان القديم الأرض بِالمرأة وشبهها بِها , وذلك لِتشابه طبيعة الأرض في احتِواء البذور وإنتاج الحَصاد بِطبيعة جَسد المرأة في الانجاب واحتِواء روح جدِيدة داخِلها . وبِسبب تَزامن ظهور نَجم الزُّهرة في أوقات مُهمة لِلزراعة ومِن مُنطلق أن النجوم صورة لِلآلهة ظَهر لنا هذا التّصور وتَطوّر عَبر الحَضارات.
أفروديت :
أفروديت هي الهة الجَمال والخصوبة والجِنس والشّهوة وربّة البِحار وحامِية البحّارة في الأساطير اليونانية , هي أيضاً أحد الالهة الاثني عشر الذين يَعيشون في قِمة الجبل المُقدّس أوليمبوس . و تَحكي الأسطورة القديمة أن أفروديت وُلِدت مِن دماء الاله أورانوس وسائله المنوي الذي امتَزَج بِزَبَد البحر مِما أنتَجَ رَغوة مُقدسة أخرجت لنا صَدَفة ضَخمة تَحمِل أفروديت بِداخِلها كاملة النمو كَامرَأة بَالغة فائقة الحُسن و الجَمال , لِذلك يُعتبر الصَدف شِعاراً لها و رَمزاً لِلعذرية والأنوثة .
كانت أفروديت بارِعة الجمال وساحرة لِلغاية , لِذلك عِندما احضرها زيوس لِجبل أولمبوس قرّر أن يَتم تَزويِجها بِسرعة لِشدة جَمالها و لِشعوره أنها سَتكون تهديداً خطيراً لِلسلام بين الالهة بِسبب الغيرة التي سَتنشأ بينهم لِلحصول على الهة الجمال . فَتزوّجَت مِن اله الحدّادين والنّار و البَراكين في الاسَاطير اليونانية "هيفايستوس" ابن "زيوس" و "هيرا" الذي كان أقبَح الالهة بِسبب تَشوّه وجهه وجَسَده بِنار البَراكين في صِغره عِندما رَمته والدته (هيرا) فيها لِقُبحه , كَما سُمي بِالإله الاعرج أيضاً . لكن السبب الرئيسي لِتزويجِها بِ"هيفايستوس" بِالتحديد يَعود لِأسطورة تَحكي أن هيفايستوس تَرَبّى بَعيداً عن والدَيه و وَحيداً في البَراكين عامِلاً على الحِدادة وَبعدما كَبر قَرر الانتقام مِنهُما , لِذلك قام بِصُنع عرش ذهبي أهداه لِوالِدته . قامت "هيرا" بِقبول الهدية وجَلست على العرش لكِنها لَم تَستطِع النّهوض بِسبب خُيوط سِحرية كانت تُقيّدها , فَأخذت تَتوسّل ابنها أن يُحررها لكنهُ لم يَفعل حتى تَدخّل "زيوس" لِمُقايضته . فَعرَض عليه تزويجه بِآلهة الجَمال مُقابل تَحرير زوجته , فَفعل . وهُناك رِواية أخرى تقول أن زواج "أفروديت" من "هيفايستوس" كان عقوبة مِن "زيوس" لِغرورها وتَكبّرها على الالهة ورَفضُها المُستمر لَهم الذي اعتبروه إهانة عَظيمة لِمكانتِهم .
شَاع عَن أفروديت بِكونها غير مُخلصه لِزوجها , فَكانت تخونه كثيراً مع العديد مِن الالهة والذي أنجبت مِنهم العديد مِن الأبناء . كَإله الحرب "أيريس" واله البِحار "بوسديون" و اله الخمر والمَرح "دينيوسوس" وغيرهم الكثير ,كما أحبت شاباً يُدعى "أدونيس" بِشدة والذي كان شَدِيد الجَمال , لَكنه مَات صغيراً عِندما كان يُحاول الصّيد . و مِن أبرز ابنائها وهو أيضاً من أشهر الشخصيات الاسطورية "ايروس" أو كيوبيد اله الحب الصغير وحامل سِهام الحُب والكره .
ايزيس :
"إيزيس" أحد أبرز الالهة التي تمّت عِبادتها في مصر قديماً وانتَشرَت عِبادتها في مُختلف الحَضارات القديمة كالرومانية . واعتبرها الفراعنِة كَآلهة لِلجمال والخصوبة و سيدة لِلطبيعة وسيدة القمح وأول مَن اكتشَف زِراعته , فَتم تلقيبها ومُناداتها بِالعديد مِن الألقاب كَ"حقل القَمح" . وقَد تَميّزت "ايزيس" بِتصوِيرها كَامرأة جَميلة تَحمِل سيقان القَمح بِيدها وتُزين شعرها الجَميل بِسنابله . أيضاً ايزيس تُعتبر كَربّة القَمر عِند الفراعِنة فَيتم تصويرها أحياناً كامرأة بِجناحين تَرتَدي تاجاً على شَكل بدرٍ مُكتمل .
وتحكي اسطورة "ايزيس" بِأنها ولِدت من اله الأرض "جب" واله السماء "نوت" وتَزوّجت من أخيها "إيزوريس" , فكانت حامية له ومُحبة ومنه انجبَت ابنها الاله "حورس" , فاعتبَرها الفراعنة الام الكُبرى وحاميتهم والهة لِلحُب والجِنس . الأسطورة التي بَرَزت فيها "ايزيس" هي أسطورة مَقتل زوجها على يد الاله الشّرير "سِت" , حيث قام بِتقطيع جُثة "ايزوريس" الى عِدة أجزاء و رميِها في مُختلف البِقاع . فَقامت بعد ذلك "ايزيس" بِالتّنكر بِهيئة بَشرية عادية وبدَأت السّفر حول العالم لِجمع أجزاء جُثة زوجها بعيداً عن أنظار الشّرير "ست" , فَنَجحت . و بعد جَمعها لأجزاء حَبيبها بَدأت بِترديد طَلاسِمها السّحرية لِإعادة إحياءه وبِالفعل عادَ لِلحياة لكن في عالم الأموات فَصار حاكِماً عليهم , وانجَبت منه "حورس" الذي كَبر وقرّر الانتقام لِوالده والقَضاء على الشرير "ست" والجُلوس على العرش بِحماية والِدته . ومِن مُنطلق هذه الحِكاية أخَذَت "ايزيس" مسؤولية إرشاد الأموات لِلحياة الأخرى وإعادة إحياؤهم و أصبح حضُورها طاغياً في مراسم الدّفن والعَزَاء عند الفراعنة .
هُناك رِواية إغريقية تقول أن "ايزيس" كانت تُدعى بِ"يو" وهي ابنة لِأحد أرباب الأنهار , وقد أحبها كبير الآلهة "زيوس" كَثيراً , لكن زوجته "هيرا" اكتَشَفت خيانته الجَديدة لها فَاعتبَرت "يو" الجَميلة عَدوةً وقَرّرت عِقابها . ولِتسلم "يو" من عقاب "هيرا" قام "زيوس" بِالتوسل لِزوجته لِتترك الجميلة في سَبيلها وأن لا تقوم بِأذيتها , فَفعلت "هيرا" لكن بِشرط أن يُرسَل بِها إلى أقصى أطراف الأرض ! فَقام "زيوس" بِأمر أتباعه لِأخذها وإرسالها الى ضِفاف نهر النيل وتَخرج مِن الصحراء بِجمالها وحُسنها لِتُبهر المَصريين لِيعبدوها ويُتَوّجوها كِملكة عَليهم فَيُنادونها بِ"إزيس" الجَميلة ولِتَتزوّج بِإلههم "ايزوريس" .
عشتار :
"عشتار" هي الهة الحُب والجَمال والجِنس و الهة الحَرب و الموت والخصب والزّراعة و الطّبيعة و الهة القَمر والنّجوم والنّار عِند البَابليين القُدماء وقد انتَشرت عِبادتها في مُختلف أرجاء الهِلال الخصيب وقتها حتى وصلت الى أوروبا وتَعَدّدت الأسماء التي تَسمّت بها . فَقد قدّس البابليين "عشتار" كثيراً وأقاموا لها المَعابِد وتوجّهوا لها بِالقرابين والجِنس المُقدس والطّاعة والاحترام , ولقّبوها بِالعديد من الألقاب ك"نجمة الصباح" , ويُرمز لَها بالعَديد من الرموز كالأسد نسبةً لِلقوة و الشَجر نِسبة لِلخصوبة والزّراعة والقَمر نِسبةً لِلأنوثة و الجَمال .
الأساطير والحِكايات القَديمة تروي قِصص كَثيرة مُتفرقة وغير مُتصلةِ السياق عن "عِشتار" لِذلك سَتجِد العديد من القِصص المُختلفة التي قد يكون وجودها فيها كَشخصية مِحوريّة أو جانبية ! كَظهورها في مَلحمة "قيلقامش" وقِتالها ضده أو أسطورتها في عالم الأموات . كَما تَم تصويرها دائِماً بِكونها رَفيقة لِلملوك و عشيقة أو زوجةً لَهم .
العَديد مِن الروايات تقول أن "عشتار" هي ابنه اله القمر "نانا" و أخت اله الشمس "شمش" عِند البابليين , ومن أشهر الأساطير عنها هي قصة حُبها مع الاله "تموز" الذي كان روح النبات و المَوَاشي في الحُقول والذي يُقال انه كان راعي . فَتروي الأسطورة أن "تموز" توجّه الى اله الشمس لِيتوسط له عند أُخته "عشتار" فَتتزوجه , وبالفِعل ذَهب "شمش" لأخته واقنعها بِالزواج بِه وطلب مِنها لِقاءه . وبعد عدة لِقاءات أحبت "عشتار" تموز" وتَزوَجا . وفي أحد الأيام قَرّرت "عشتار أن تَنزل لِلعالم السُلفي عِند أختها "ايرشجكال" بِنيّة إعادة إحياء المَوتى وعودَتهِم لِلحياة مِن جديد ولِتبسط نفوذها وألوهيتها على السماء والعالم السفلي معاً !, وطَلبت مِن اله الحِكمة "أنكي" أن يتّخذ أسرع التدابير في حال عدم عودتها خلال ثلاث أيام وليالٍ . هذا الامر الذي اغضب الهة العالم السفلي "ايرشجكال" فَقرّرت أن تَقتل أختها بعد دخولها البوابة السابعة لِلعالم السّفلي على يد قُضاتها السبعة المُرعبين , لِيتوقف العالم عن الخَصب والوِلادة وتموت الحَياة بِموت "عشتار" .
مرّت أيام ولم تَعد الهة الجمال لِعرشها فَتدخّل اله الحكمة "انكي" وقام بِخلق كائِنين زوّدهما بِطعام وماء الحَياة وأمرهُما بِالنزول لِلعالم السفلي و رَميها على جُثة "عشتار" فَعادت لِلحياة . وهُناك حاولت التّفاوض مع قُضاة الجَحيم لِيُعيدوها لِعالم الأحياء فَوافقَوا لكن بِشرط ! وهو أن تُحضر "عشتار" بديلاً لها لِيحل مَكانها في العالم السّفلي .
وافَقت "عشتار" , وعند خروجها وَجدت زوجها غير مُبالٍ بِموتها مُتربعاً على عرشِه فَرِحاً ! مما أغضبها بِشدة فَأمرت قُضاة الجَحيم أن يَأخذوه كَبَديل عنها . حاول "تموز" الهرب عدة مرات مِن أيادي القضاة المُرعبين لكنهم استطاعوا الإمساك بِه وتَعذيبه بِشدة وقتلة بِأبشع الطُرق فَسُمي "تموز" بِالإله المُعذب و المَيت عِند البابليين وبِموته حلّ الجَفاف وماتت الحُقول . عِندها شَعرت "عشتار" بِتأنيب الضمير على حَبيبها وَزوجها فَقررت التّفاوض مع شقيقتها وطَلبت منها أن يقضي "تموز" نصف السنه في عالم الأموات والنصف الاخر في عالم الأحياء لِتُخصب الأرض بِاجتِماعِهما وتعود الحياه في الرّبيع . فَوافَقَت "ايرشجكال" وبِهذا يموت "تموز ست أشهر ويعيش ست أشهر كل سنة . وفي رِوايات أُخرى "تموز" يكون ابن "عشتار .
by \ Galiah
المَصادر :
- كِتاب لُغز عِشتار : الالوهة المؤنثة
-كتاب أساطير الحب والجمال عند اليونان
- موضوع فَلسفة الجمال
- hephaestus
تعليقات
إرسال تعليق