لوحة السيدتين اليزابيث
في عام 1761م ولِدت طفلة غير شرعية لأب بريطاني من احد العوائل الأرستقراطية ولأِم جارية من أصول افريقية والتي توفت بعد ولادة طفلتها . سُميّت الصغيرة ب"بيل" واشتُهرت لاحقاً باسم "ديدو بيل" . وعلى الرغم من تفشي العنصرية والاستعباد ضد السود من قِبل العوائل الأرستقراطية في بريطانيا الا ان والد بيل السير "جون ليندسي" لم يتخلى عن اعترافه بابنته من محبوبته السمراء , ولأنه كان ضابطاً في البحرية البريطانية اضطر لترك طفلته الصغيرة مع عمه الذي كان قاضياً معروفاً وذو مكانه عالية .
عاشت بيل في قصر عم والدها مع ابنة عمها "اليزابيث ماري موراي" لمدة 30 عاماً ليست كعبدة مملوكة بل ابنة لعائلة ارستقراطية ولكن اقل دونية من ابنة عمها البيضاء , فكانت تُمنع من حضور بعض التجمّعات والحفلات التي تُقام في القصر وتُمنع من الظهور لأي احد كان او تناول الطعام مع عائلتها او الخدم أحيانا , وبالرغم من جمال وجه وروح بيل الساحر الا انها كانت تُقابل بالعنصرية دائماً لامتلاكها البشرة السمراء . ولأن المُعتقد السائد وقتها في القرن الثامن عشر ان الأسود تابِع لِلأبيض فكانت "ديدو" الرفيقة الشخصية لابنة عمها "ماري" .
وخلال حياة "ديدو" كانت تطرح اسأله جديّة وعميقة تُناقش العنصرية ضد العبيد التي تواجههم مِن قِبل البيض , فكانت بيل تخوض نقاشات مع عم والدها رئيس القُضاة ليحُل وينظُر في قضيّة الاستعباد , وأيضاً تناقش القضية مع ذاتها التي عانت من الصراعات والاضطرابات بسبب هذا الامر . وبعد خوض العديد من المحاورات استطاعت بيل اقناع عم والدها بالنظر الى قضايا العبيد في الدولة وتغيير العديد من القوانين مع شاب محامٍ يُدعى "جون ديفينير" الذي عاشت معه بيل قصة حب انتهت بزواجهما , فكانت محاولاتِهما هي الشرارة الأولى لتغيير أوضاع العبيد في بريطانيا .
وفي احد الأيام التي بلغت فيها بيل السن المناسب لِرسم بروتريه مع ابنة عمها , كانت خائفة بأن تظهر بمظهر خائب وسيء يصفها كعبدة بدلاً من سيدة مستقله , ليست كتابع بل ك بيل , ديدو بيل الجميلة , فظهرت لنا في عام 1779م على يد الرسام "جون زوفاني" لوحة السيدتين اليزابيث , ديدو اليزابيث بيل و اليزابيث ماري موراي كامرأتين بابتسامتهما اللطيفة تتحليّان باللؤلؤ والملابس الفخمة . فاشتهرت هذه اللوحة بإظهِارها لِقيمة المساواة بين مختلف الوان المجتمع و اعراقه , القيمة التي كانت مفقودة في قرون سابقه عند المجتمعات الأوروبية . وقد الهمت قصة وفكرة هذه اللوحة المخرجة البريطاني "ايما سانت" لإخراج فيلم سيرة ذاتية ل "ديدو بيل" يروي حياتها وصراعاتها ضد العنصرية ككونها امرأة ولكونها من ذي البشرة السوداء وحتى تعرّفها على محامٍ شاب يدافع عن احد المجازر التي حصلت لمجموعة من العبيد في احد السُفن البريطانية .
فيلم BELLE
by\Galiah
تعليقات
إرسال تعليق