لوحة سيدة شالوت
لوحة "سيدة شالوت" للرسّام (جون ويليام ووترهاوس) رسمها عام 1888م وتعتبر احد اجمل واروع اعماله , و التي جسّدَت اسطورة تحمل نفس الاسم تعود للقرون الوسطى . وقد عُرِف عن جون حبه وافتتانه بالأساطير القديمة التي جسّدها في لوحاته وانتمائِه للفن الواقعي وتأثّره بأفكار الأنوثة وتجسيده للنساء الجميلات ك سيدة شالوت .
اسطورة "سيدة شالوت" تدور احداثها في عصر الملك الإنجليزي الأسطوري (آرثر) حيث ارتبَط عصره بالسحر والشعوذة والكثير من القصص الخرافية . ( فتقول القصة انه كان هناك سيدة أُصِيبت بلعنة جعلتها لا تُفارق القلعة التي تسكنها والتي تقع على جزيرة معزولة تُدعى شالوت , وفي حال خرجَت منها او طلّت من نافذتها فستموت بلعنتها .
عاشت هذه السيدة وحيدة في قلعتها فكانت تسليتها اِمّا بالغناء او الحياكة , اما العالم فكانت لا تستطيع رؤيته الّا عن طريق انعكاس ما تطُل عليه نافذتها في احدى مرايا غرفتها ومن خلالها تحيك المناظر التي تراها على النسيج .
في احد الأيام وبينما السيدة تغني وترى انعكاس العالم في مِرآتها شاهدَت انعكاس احد فُرسان الملك آرثر الذي كانت واقعةً في حبه قديماً , فهمّت مُسرعةً نحو النافذة بلا اِكتراث بلعنتها لرؤيته , عندها بدأ تأثير اللعنة بارزاً في السماء العاصفة وتحطّم مرآتها حيث تشير لإِنكسار اللّعنة . فعلِمت السيدة انه لا مفر من الموت فخرجت هاربةً من القلعة بلوحتها القماشية التي كانت تحيكها وتظهر في اللوحة -الطرف المتدلي من القارب- وركِبَت زورقاً صغيراً نقشَت عليه اسمها متجهاً الى الضفة الأخرى من النهر . وفي اثناء رحلتها الأخيرة كانت تُغني اغنية سُميَت بأغنية الموت فماتت ووصل جُثمانها الى الضِفة الأخرى حيث عثرَ عليها اهل المدينة وتعرفّوا على جثتها .)
في اللوحة جسّد الفنان اهم مشهد في القصة وهو خروج السيدة الجميلة من قلعتها بعد ان قرّرت ان لا تموت فيها . وقد اُلهِم جون رسم قصة الأسطورة بعد ان سمع قصيدة (الفريد تسنيون) التي روى فيها احداث القصة, ولم يكتفي بهذه اللوحة فقط فرسم لوحتين اُخريتين جسّد فيهما شكل وحياة سيدة شالوت في قلعتها , حيث جسّدها كإمرأة تحوي هالتها الكثير من الغموض والنضج والجمال تعيش في مكان يملأه اليأس والملل من نقل الصورة فقط دون ان تكون جزءاً منها .
المصدر \
تعليقات
إرسال تعليق