اسطورة الخلود و حجر الفلاسفة
خُلقت البشرية بعمر محدود وبجسد يَفنى ويُنهكه التعب والمرض وبمصير أخير موَحّد يجمعها وهو الموت . الموت الذي يذكرهم بخطيئة آدم بعصيانه للإله وطرده من جنّات الفردوس مما أدى الى تعرضه مع بقية البشرية الى الفناء والزوال بعد فترة معينة من الزمن .
مِن منطلق هذه الفكرة النهائية والمصير الموحد لجميع الكائنات الحية "الموت" , سعى العديد من البشر الى إيجاد اكسير يسمح بخلود الجسد والروح الى الابد بلا زوال او فناء ! . وقد تحدثت العديد من الاساطير والقصص من مختلف الحضارات عن احد العجائب التي تناقلها البحارة والرحّالة في مختلف بقاع الأرض "اكسير الحياة" الذي يجعل الانسان والكائنات الحية خالدة والشباب دائماً .
وباختلاف الحضارة و القصة اختلفت ماهيّة اكسير الحياة ! , فهناك قصص تقول انه كأس مملوء بماء الخلود وقصص أخرى تقول انه ينبوع لا ينتهي ما فيه و هناك قصص تقول انه حجر سحري وأخرى تقول انه سائل زئبقي !.
جلجامش :
احد الاساطير تتحدث عن خامس ملوك اورك (جلجامش) والذي تقول الأسطورة انه اول من بحث عن اكسير الخلود وذلك بعد وفاة صديقه مما سبب له هاجساً للفرار من الموت عن طريقه . في تلك الاثناء سمع جلجامش عن شخص قد اوجد سر الخلود مع زوجته وهذا سبب نجاتهما من الطوفان الكبير , لذلك سعى جلجامش للبحث عن هذا الرجل ومعرفة سر خلوده حتى عثر عليه واخبره الاخر ان عليه ان لا يدخل في الموت الأصغر ويُقصد به "النوم" لمدة ست أيام وسبع ليالٍ .
لكن الزوجة توسلت لزوجها ان يُخبر جلجامش عن طريقةٍ أخرى فوافق الزوج واخبر جلجامش عن وجود نبته في احدى البحيرات من يأكلها سيعيش للأبد . قرر جلجامش ان يستعد لرحلة البحث عن عشبة الخلود واثناء ذلك نصحته احد ساقيات الالهة ان يعيش باقي أيامه كما لو انها عيد ويستمتع بكل لحظاته مهما كانت بسيطة لأن الموت نهاية البشر اجمع لا محاله ولا داعي من تضييع العمر في مطاردة أوهام . جلجامش لم يستمع للنصيحة وبدأ في مطاردة اوهامه حتى ضاع عمره وخاب امله وعاد خالي اليدين و حزين .
عند العرب :
احد الشخصيات في الروايات العربية "الخِضر" الذي تقول الاساطير والقصص العربية انه شرب من ينبوع الخلود مما جعله يعيش لقرون ولايزال حياً حتى يوم يبعث المسيح في آخر الزمان ويُواجهُه !. وقد اختلف المؤرخون المسلمين قديماً في القصة الحقيقية لِلخضر وحقيقته , فهناك رواية تقول انه احد أبناء آدم عليه السلام والذي طلب منهم ابوهم ان يدفنوه بعد وفاته في ارض بعيدة ومخيفه وقد دعا لمن يفعل ذلك بطول العمر , وبعد وفاة آدم خاف ابناءه من الذهاب ودفن والدهم لكن الخِضر وافق على الاخذ بوصية والده وطالته الدعوة بذلك فأطال الله بعمره قرون . وهناك رواية أخرى تقول ان الخِضر كان احد قادة جيش "ذو القرنين" ومحل ثقته , وان ذو القرنين كان على معرفه بأحد الملائكة الذي اخبر ذو القرنين عن وجود ينبوع في الأرض يمد بعمر من يشرب منه , لذلك قام ذو القرنين بإرسال الخِضر لتفقد الينبوع والشرب منه . المعروف ان شخصية الخِضر ارتبطت به قصص الخلود .
من الاساطير العربية أيضاً احدها تتحدث عن "لقمان" ونسوره السبع , وتقول القصة انه في قديم الزمان كان هناك رجل صالح تميز عن قومه في الطول والذكاء والفطنة وفي صلاح عبادته لربه يُدعى لقمان . في احد الأيام دعا لقمان ربه ان يَمُد عمره فوق عمر ويطيل فيه ويجعله من المخلدين في الأرض , فأجابه صوت يخبره ان دعوته مستجابه وان الله سيطيل بعمره لكن لا يمكن ان يخلده لأن مصير البشر اجمع هو الموت ولا مفر منه . فخيّره الصوت بين سبع بقرات او سبع نواة تمر او سبع نسور يرتبط حياتهم وموتهم بحياة لقمان , حيث انهم يرمزون للوقت الذي سيعيشه لقمان , فأختار لقمان النسور ليرتبط حياتهم وموتهم بحياته وموته .
وفي الأسطورة يُقال ان كل نسر من النسور يعيش 500 عام ثم بعد ذلك يطير مبتعداً عن لقمان .
مضت الأعوام والقرون وقد عاش لقمان ثلاثة الاف عاماً حتى جاء اخر نسوره وسابعهم واقترب اجل لقمان , لكن بالرغم من كل ذلك كان لايزال لقمان خائفاً ولا يرغب بالموت واستمر بالتوسل لإطالة عمره لكن اخر نسوره قد مات فأدرك لقمان ان نهايته اقتربت وكان الخوف يتملكه ويرغب بالمزيد من الحياة . ومن هذه الأسطورة ارتبط النسر بالخلود كما ارتبط العنقاء أيضاً .
في مختلف الحضارات :
ولأن اساطير الخلود ليست عند العرب فقط بل في مختلف الحضارات فقد تملّك اباطرة الصين واسيا هوس الخلود والبحث عنه أيضاً , امبراطور الصين "تشين شي" الذي كان مهووساً في البحث عن اكسير الحياة واعتقد ان الزئبق يجعل من المرء خالداً لكنه توفي في عمر 39 نتيجة التسمم من مادة الزئبق . هذا لم يكن مصير الامبراطور وحده بل ان العديد من الشباب الصينيين توفوا نتيجة التسمم بالزئبق , فقد كان اعتقاداً سائداً وقتها . في الحقيقة ان الاعتقاد بأن الزئبق الأحمر هو بالفعل اكسير الحياة الحقيقي كان سائداً عند العرب أيضاً , فأحد الامراء الامويين "خالد بن يزيد بن معاوية" قد آمن بذلك حتى ان العديد من الشباب العربي وقتها آمن بذلك و لعدة قرون اعتبر مثل الدواء السحري عندهم .
في أوروبا بالتحديد في القرون الوسطى كان هناك اعتقادات ان شرب قطرات الذهب السائل تجعل الشباب دائماً وقد اعتبره العديد اكسيراً للحياة , فأحد اميرات فرنسا التي كانت تؤمن بأن شراب الذهب سيجعل شبابها دائماً وجمالها خالداً كانت تشرب منه لكي تحافظ على جمالها لكنها توفت اِثر التسمم بشرابها . والمعروف ان الفراعنة أيضاً آمنوا بأن شرب الذهب السائل سيساعد على دوام الشباب .
البحث عن اكسير الحياة وايجاده كان احد أحلام ملوك أوروبا والذي أدى بأحد اميراتهم الكونتيسه اليزابيث الدموية الى القتل والاجرام بالفتيات الصغيرات والشّابات الفقيرات من اجل الحصول على الخلود و الشباب , حتى ان فتيات الطبقة الغنية لم يسلمن منها لاعتقادها بأن دماء الأغنياء اكثر مفعولاً في إطالة العمر والشباب , فكانت تقوم بالتعذيب والقتل الموحش لتستحِم في دماء ضحاياها باعتقادها انه اكسير الحياة الحقيقي . كما أيضا في قصة دراكولا الذي يزيد عمره ويطول بمجرد شربه للدماء ويجعل شبابه دائماً مخلّداً .
في الأسطورة الاغريقية التي تتحدث عن "اخيل" احد الابطال الاسطوريين , وتقول الأسطورة ان والدته قامت بتغطيسه عندما كان رضيعاً في نهر الخلود ليكون خالداً , لكن المياه غطّت الصغير ما عدا قدميه مما جعلها نقطة ضعفه . فعندما كبر اخيل كان احد الابطال المخلّدين حتى عُرِفت نقطة ضعفه وهي قدمه فأصيب فيها ومات .
وهناك اسطورة اغريقية أخرى تقول ان الالهة تشرب من ينبوع الشباب الذي يسمى ب "امبروسيا" فيمدها بالحياة والشباب وطول العمر ,وقد حُرّم على الالهة اخبار او إعطاء البشر من هذا الينبوع فذلك يعني ان البشر يطمحون لبلوغ منزلة الالهة , بذلك اُعتبِر البحث عن اكسير الحياة والرغبة به خطيئة يؤثم عليها المرء.
ومِن منطلق فكرة ان البحث عن الخلود خطيئة , ساهمت بعض الديانات في نشرها وتجريمها , فمصير البشر الفناء لكن بعد الموت يُكافأ الانسان بالحياة الأبدية الفعلية , فقد آمن الفراعنة بهذه الفكرة لذلك بنوا افخم القبور لملوكهم واسيادهم ودُفن خدمهم معهم احياء وذلك كي يخدموه بعد وفاته في حياته الأبدية التالية . وفي سيرة الحياة الأبدية بعد الموت فقد آمنت دول شرق اسيا بأن المرء تُعاد احياء روحه بعد الموت في جسد اخر ليكون شخص مختلف , وهذه العملية تحدث للروح اربع مرات بعدها ينتهي خلود روحه فترقد للابد او تختفي .
حجر الفلاسفة :
اسطورة حجر الفلاسفة بدأت عند الفراعنة كما يُعتقَد , وهو مادة اسطورية بإمكانها تحويل أي معدن الى ذهب , لكن بعض الخيميائيين افترضوا عدة أمور أخرى وهي بما أن هذا الحجر قادر على تحويل شيء الى شيء مختلف تماماً كالذهب بالتالي له القدرة على تحويل البشر الفاني الى شيء خالد , فاعتقدوا ان حجر الفلاسفة هو اكسير الحياة الحقيقي وبدأوا في البحث عنه وكيفية خلقه . وقد امتزجت اسطورة حجر الفلاسفة بالعديد من الاعتقادات كإحياء الموتى او القدرة على الشفاء و انبات الأرض وغيرها من القدرات الخارقة. كما اختلفت الاساطير في وصفه فبعض القصص تقول انه مادة حمراء اللون وسائلة , وأخرى تقول انه حجر احمر او مسحوق .
العلماء القدامى وضعوا العديد من النظريات لخلق حجر الفلاسفة احدها هي جمع مختلف أنواع المعادن على الأرض معاً وعندها سيُخلق الحجر الأسطوري ! وقد افنى العديد من العلماء حياتهم لخلق الحجر ووضع نظريات ومحاولات تطبيقها لكن كلها محاولات بائت بالفشل ك "نيوتن و جابر بن حيان و بيتر مارشال" .
يوجد علم يُعرف بالخيمياء يهتم بالظواهر الطبيعية من ناحية وجدانية , ويُعتبر اعظم انجاز للخيمياء هو اكتشاف "روح الكون" او "روح العالم" والذي يتكون من جزأين أساسيين احدهم سائل "اكسير الحياة" , والأخر صلب "حجر الفلسفة".
فيُقصد بروح العالم هو المبدأ الذي يقوم بتحريك كل شيء ويغيره من شكل لأخر بناءاً على مصلحة الانسان ورغبته في شيء ما , وكل ذلك ليخلق الانسان اسطورته الشخصية ويحقق غاية خلقه او هدفه الأعظم في الحياة . ولكي تحقق هدف وجودك يجب ان تُدرك لغة العالم التي تتجسّد في شكل إشارات قد تكون عفوية او صبيانية حتى .
وقد تجسدت هذه الفكرة لحجر الفلاسفة واكسير الحياة في الرواية الجميلة "الخيميائي" ل باولو كويلو.
by\Galiah
مِن منطلق هذه الفكرة النهائية والمصير الموحد لجميع الكائنات الحية "الموت" , سعى العديد من البشر الى إيجاد اكسير يسمح بخلود الجسد والروح الى الابد بلا زوال او فناء ! . وقد تحدثت العديد من الاساطير والقصص من مختلف الحضارات عن احد العجائب التي تناقلها البحارة والرحّالة في مختلف بقاع الأرض "اكسير الحياة" الذي يجعل الانسان والكائنات الحية خالدة والشباب دائماً .
وباختلاف الحضارة و القصة اختلفت ماهيّة اكسير الحياة ! , فهناك قصص تقول انه كأس مملوء بماء الخلود وقصص أخرى تقول انه ينبوع لا ينتهي ما فيه و هناك قصص تقول انه حجر سحري وأخرى تقول انه سائل زئبقي !.
جلجامش :
لكن الزوجة توسلت لزوجها ان يُخبر جلجامش عن طريقةٍ أخرى فوافق الزوج واخبر جلجامش عن وجود نبته في احدى البحيرات من يأكلها سيعيش للأبد . قرر جلجامش ان يستعد لرحلة البحث عن عشبة الخلود واثناء ذلك نصحته احد ساقيات الالهة ان يعيش باقي أيامه كما لو انها عيد ويستمتع بكل لحظاته مهما كانت بسيطة لأن الموت نهاية البشر اجمع لا محاله ولا داعي من تضييع العمر في مطاردة أوهام . جلجامش لم يستمع للنصيحة وبدأ في مطاردة اوهامه حتى ضاع عمره وخاب امله وعاد خالي اليدين و حزين .
عند العرب :
احد الشخصيات في الروايات العربية "الخِضر" الذي تقول الاساطير والقصص العربية انه شرب من ينبوع الخلود مما جعله يعيش لقرون ولايزال حياً حتى يوم يبعث المسيح في آخر الزمان ويُواجهُه !. وقد اختلف المؤرخون المسلمين قديماً في القصة الحقيقية لِلخضر وحقيقته , فهناك رواية تقول انه احد أبناء آدم عليه السلام والذي طلب منهم ابوهم ان يدفنوه بعد وفاته في ارض بعيدة ومخيفه وقد دعا لمن يفعل ذلك بطول العمر , وبعد وفاة آدم خاف ابناءه من الذهاب ودفن والدهم لكن الخِضر وافق على الاخذ بوصية والده وطالته الدعوة بذلك فأطال الله بعمره قرون . وهناك رواية أخرى تقول ان الخِضر كان احد قادة جيش "ذو القرنين" ومحل ثقته , وان ذو القرنين كان على معرفه بأحد الملائكة الذي اخبر ذو القرنين عن وجود ينبوع في الأرض يمد بعمر من يشرب منه , لذلك قام ذو القرنين بإرسال الخِضر لتفقد الينبوع والشرب منه . المعروف ان شخصية الخِضر ارتبطت به قصص الخلود .
من الاساطير العربية أيضاً احدها تتحدث عن "لقمان" ونسوره السبع , وتقول القصة انه في قديم الزمان كان هناك رجل صالح تميز عن قومه في الطول والذكاء والفطنة وفي صلاح عبادته لربه يُدعى لقمان . في احد الأيام دعا لقمان ربه ان يَمُد عمره فوق عمر ويطيل فيه ويجعله من المخلدين في الأرض , فأجابه صوت يخبره ان دعوته مستجابه وان الله سيطيل بعمره لكن لا يمكن ان يخلده لأن مصير البشر اجمع هو الموت ولا مفر منه . فخيّره الصوت بين سبع بقرات او سبع نواة تمر او سبع نسور يرتبط حياتهم وموتهم بحياة لقمان , حيث انهم يرمزون للوقت الذي سيعيشه لقمان , فأختار لقمان النسور ليرتبط حياتهم وموتهم بحياته وموته .
وفي الأسطورة يُقال ان كل نسر من النسور يعيش 500 عام ثم بعد ذلك يطير مبتعداً عن لقمان .
مضت الأعوام والقرون وقد عاش لقمان ثلاثة الاف عاماً حتى جاء اخر نسوره وسابعهم واقترب اجل لقمان , لكن بالرغم من كل ذلك كان لايزال لقمان خائفاً ولا يرغب بالموت واستمر بالتوسل لإطالة عمره لكن اخر نسوره قد مات فأدرك لقمان ان نهايته اقتربت وكان الخوف يتملكه ويرغب بالمزيد من الحياة . ومن هذه الأسطورة ارتبط النسر بالخلود كما ارتبط العنقاء أيضاً .
في مختلف الحضارات :
ولأن اساطير الخلود ليست عند العرب فقط بل في مختلف الحضارات فقد تملّك اباطرة الصين واسيا هوس الخلود والبحث عنه أيضاً , امبراطور الصين "تشين شي" الذي كان مهووساً في البحث عن اكسير الحياة واعتقد ان الزئبق يجعل من المرء خالداً لكنه توفي في عمر 39 نتيجة التسمم من مادة الزئبق . هذا لم يكن مصير الامبراطور وحده بل ان العديد من الشباب الصينيين توفوا نتيجة التسمم بالزئبق , فقد كان اعتقاداً سائداً وقتها . في الحقيقة ان الاعتقاد بأن الزئبق الأحمر هو بالفعل اكسير الحياة الحقيقي كان سائداً عند العرب أيضاً , فأحد الامراء الامويين "خالد بن يزيد بن معاوية" قد آمن بذلك حتى ان العديد من الشباب العربي وقتها آمن بذلك و لعدة قرون اعتبر مثل الدواء السحري عندهم .
في أوروبا بالتحديد في القرون الوسطى كان هناك اعتقادات ان شرب قطرات الذهب السائل تجعل الشباب دائماً وقد اعتبره العديد اكسيراً للحياة , فأحد اميرات فرنسا التي كانت تؤمن بأن شراب الذهب سيجعل شبابها دائماً وجمالها خالداً كانت تشرب منه لكي تحافظ على جمالها لكنها توفت اِثر التسمم بشرابها . والمعروف ان الفراعنة أيضاً آمنوا بأن شرب الذهب السائل سيساعد على دوام الشباب .
البحث عن اكسير الحياة وايجاده كان احد أحلام ملوك أوروبا والذي أدى بأحد اميراتهم الكونتيسه اليزابيث الدموية الى القتل والاجرام بالفتيات الصغيرات والشّابات الفقيرات من اجل الحصول على الخلود و الشباب , حتى ان فتيات الطبقة الغنية لم يسلمن منها لاعتقادها بأن دماء الأغنياء اكثر مفعولاً في إطالة العمر والشباب , فكانت تقوم بالتعذيب والقتل الموحش لتستحِم في دماء ضحاياها باعتقادها انه اكسير الحياة الحقيقي . كما أيضا في قصة دراكولا الذي يزيد عمره ويطول بمجرد شربه للدماء ويجعل شبابه دائماً مخلّداً .
في الأسطورة الاغريقية التي تتحدث عن "اخيل" احد الابطال الاسطوريين , وتقول الأسطورة ان والدته قامت بتغطيسه عندما كان رضيعاً في نهر الخلود ليكون خالداً , لكن المياه غطّت الصغير ما عدا قدميه مما جعلها نقطة ضعفه . فعندما كبر اخيل كان احد الابطال المخلّدين حتى عُرِفت نقطة ضعفه وهي قدمه فأصيب فيها ومات .
وهناك اسطورة اغريقية أخرى تقول ان الالهة تشرب من ينبوع الشباب الذي يسمى ب "امبروسيا" فيمدها بالحياة والشباب وطول العمر ,وقد حُرّم على الالهة اخبار او إعطاء البشر من هذا الينبوع فذلك يعني ان البشر يطمحون لبلوغ منزلة الالهة , بذلك اُعتبِر البحث عن اكسير الحياة والرغبة به خطيئة يؤثم عليها المرء.
ومِن منطلق فكرة ان البحث عن الخلود خطيئة , ساهمت بعض الديانات في نشرها وتجريمها , فمصير البشر الفناء لكن بعد الموت يُكافأ الانسان بالحياة الأبدية الفعلية , فقد آمن الفراعنة بهذه الفكرة لذلك بنوا افخم القبور لملوكهم واسيادهم ودُفن خدمهم معهم احياء وذلك كي يخدموه بعد وفاته في حياته الأبدية التالية . وفي سيرة الحياة الأبدية بعد الموت فقد آمنت دول شرق اسيا بأن المرء تُعاد احياء روحه بعد الموت في جسد اخر ليكون شخص مختلف , وهذه العملية تحدث للروح اربع مرات بعدها ينتهي خلود روحه فترقد للابد او تختفي .
حجر الفلاسفة :
اسطورة حجر الفلاسفة بدأت عند الفراعنة كما يُعتقَد , وهو مادة اسطورية بإمكانها تحويل أي معدن الى ذهب , لكن بعض الخيميائيين افترضوا عدة أمور أخرى وهي بما أن هذا الحجر قادر على تحويل شيء الى شيء مختلف تماماً كالذهب بالتالي له القدرة على تحويل البشر الفاني الى شيء خالد , فاعتقدوا ان حجر الفلاسفة هو اكسير الحياة الحقيقي وبدأوا في البحث عنه وكيفية خلقه . وقد امتزجت اسطورة حجر الفلاسفة بالعديد من الاعتقادات كإحياء الموتى او القدرة على الشفاء و انبات الأرض وغيرها من القدرات الخارقة. كما اختلفت الاساطير في وصفه فبعض القصص تقول انه مادة حمراء اللون وسائلة , وأخرى تقول انه حجر احمر او مسحوق .
العلماء القدامى وضعوا العديد من النظريات لخلق حجر الفلاسفة احدها هي جمع مختلف أنواع المعادن على الأرض معاً وعندها سيُخلق الحجر الأسطوري ! وقد افنى العديد من العلماء حياتهم لخلق الحجر ووضع نظريات ومحاولات تطبيقها لكن كلها محاولات بائت بالفشل ك "نيوتن و جابر بن حيان و بيتر مارشال" .
يوجد علم يُعرف بالخيمياء يهتم بالظواهر الطبيعية من ناحية وجدانية , ويُعتبر اعظم انجاز للخيمياء هو اكتشاف "روح الكون" او "روح العالم" والذي يتكون من جزأين أساسيين احدهم سائل "اكسير الحياة" , والأخر صلب "حجر الفلسفة".
فيُقصد بروح العالم هو المبدأ الذي يقوم بتحريك كل شيء ويغيره من شكل لأخر بناءاً على مصلحة الانسان ورغبته في شيء ما , وكل ذلك ليخلق الانسان اسطورته الشخصية ويحقق غاية خلقه او هدفه الأعظم في الحياة . ولكي تحقق هدف وجودك يجب ان تُدرك لغة العالم التي تتجسّد في شكل إشارات قد تكون عفوية او صبيانية حتى .
وقد تجسدت هذه الفكرة لحجر الفلاسفة واكسير الحياة في الرواية الجميلة "الخيميائي" ل باولو كويلو.
by\Galiah
تعليقات
إرسال تعليق